ماذا ينفع؟!

ماذا ينفع؟!

1- ماذا ينفع لو زيّنت منزلي بأجمل الإيقونات والتماثيل المقدسة والشعارات الدينية، ولكن للأسف يسوع مازال خارج منزلي يقرع الباب وأنا أرفض أن أفتح له؟

2- ماذا ينفع لو كنت أملك في مكتبتي الخاصة أعداد كثيرة من كتب اللاهوت والكتب الروحية والكتاب المقدس، ولكن للأسف لم أجلس معهم ولو للحظة واحدة لأتعرف عن إله الحب الموجود بين أسطرهم وكلماتهم؟

3- ماذا ينفع لو وضعت في رقبتي أجمل وأكبر صليب لأقول للناس بأنني مؤمن، ولكن للأسف الذي مات على الصليب لا أحمله في قلبي؟

4- ماذا ينفع لو وضعت في رقبتي أجمل مسبحة تفوح منها العطر الذكي، ولكن للأسف لم أجلس للحظة واحدة مع مريم العذراء لأبحر معها في صلاة المسبحة نحو إبنها يسوع؟

5- ماذا ينفع لو كنت أملك منزلاً كبيراً جداً، ولكن للأسف أعيش فيه وحيداً؟

6- ماذا ينفع لو كان لديّ مئات من الناس مستعدّين أن يصفّقوا لي في وقت نجاحي وفرحي، ولكن للأسف ليس لديّ ولو شخص واحد ليشاركني دموعي في أوقات حزني وألمي؟

7- ماذا ينفع لو شريك حياتي يملك أقوى جسد في هذا العالم، ولكن للأسف روحه ضعيفة جداً؟

8- ماذا ينفع لو شريك حياتي يملك أجمل جسد في هذا العالم، ولكن للأسف روحه قبيحة جداً؟

9- ماذا ينفع لو ربحت الأرض حيث سيفنى جسدي فيها ولكن للأسف خسرت السماء حيث سيخلّد روحي هناك؟

10- ماذا ينفع لو إحتللت أعظم المراكز في العالم، ولكن للأسف ليس لدي أحد يشاركني الفرحة لأنني دست عليهم طوال الطريق لكي أصل؟

11- ماذا ينفع لو وضعت قبل كتابة إسمي عنواني عديدة كالمعلم والدكتور وإلخ. هذه العناوين التي ستبقى موضوعة في التابوت معي، ولكن للأسف لم أحمل يوماً عنوان "الإنسان" الذي سأحمله معي إلى السماء لكي أؤدّي الحساب عليه؟

أخي الإنسان، أَلَمْ يَحُنْ الوقت لكي نغوص إلى العمق، أَلَمْ يَحُنْ الوقت لكي لا نتوقف عند القشور وندخل إلى اللّبّ، أَلَمْ يَحُنْ الوقت لكي نغلق عيوننا التي تتوقف عند المظاهر الخارجية وننظر بالصيرة التي تبحر نحو الداخل.

قم إنه يدعوك، إنه يدعوك لكي تنهض من رقادك إلى الحياة، إنه يدعوك لكي تخرج من كوخك الذي حاولت أن تضع له باب قصر، ولكن مازال كوخ وأن تدخل إلى قصره، نعم إلى قصره حتى لو رأيت أن بابه هو باب كوخ، ولكن ثقّ في الداخل قصر رائع. 

قم وإبحث عنه، ولكن لا تبحث في الخارج ولا في أيّ مكان، بل إدخل إلى أعماقك وإبحث هناك، لانه هو في داخلك، نعم هو ساكن في "الإنسان" الذي خلق على صورته ومثاله، إنه ساكن في روحك الذي جبلت من روحه.

تذكّر، "ماذا ينفع لو ربحت العالم كلّه وخسرت نفسك".

نعم، أرجوك لا تنسى، ماذا ينفع...