لا أُريد موتًا "فيسبوكيًّا"

لا أُريد موتًا "فيسبوكيًّا"

"فاجعة أصابت عائلة سارة... كيف رحلت؟"

"جريمة قتل مروّعة بسبب أفضليّة المرور"

"الموت يخطف إبنة العشر سنوات"

هي عناوين إعتدنا قراءتها في صفحات مواقع التواصل الإجتماعيّ مثل فيسبوك وغيره، حتّى أمسى هذا الأخير وجه الشؤم المُعتَمَد حاليًا حول العالم. هي أحداث مأساويّة لا يتمنى أحد أن يعيشها، تجري بشكلٍ شبه مستمر في لبنان خصوصًا وفي العالم عمومًا. 

اليوم، بات فيسبوك كنشرات الأخبار الّتي تفرض علينا عند فتح هواتفنا أن نرى عناوينًا ضخمة كئيبة، لم نختر أن نقرأها. لقد أُرهِقَت نفسيّتنا، ألا تكفينا مصائبنا اليوميةّ؟... لماذا تتبعوننا إلى الفيسبوك؟ لماذا تنشرون الأخبار المُبكِيَة في صفحاتكم؟ أتهدفونَ إلى إتعاسنا؟ فإنّنا في هذا الطريق سائرون.

من أراد أن يتعمّق بأحداث القتل والجرائم والسرقة.... فليدخل إلى الموقع ذاته ويقرأ ما يشاء من مآسي وأحزان. جميع هذه الأخبار جعلت منّا شعبًا مأساويًّا كئيبًا لا يُفكّر سوى بالإنتقام والقتل والموت. الموت! هو من جعل من الصفحة الرئيسيّة لحسابنا على فيسبوك مليئة بورقات النعي والنحيب والبكاء. 

حسنًا، أنا لا أستهزئ بالموت ولا أنتقد حزن الآخرين. ولكن إن كنّا نحب أمواتنا فلنتوقّف عن نشر صُوَرِهم واستغلالها لكسب عطف الناس. أرجوكم كفى!!! 

لن أُكثر الكلام في هذا الموضوع لأنني عالجته في أولى مقالاتي. لكن كفى إستهزاءً بالموتى! فبعد أن أمضوا حياتهم يحاولونَ تركَ أثرٍ في نفوسِ من هُم حولَهُم، يُترَكونَ في مَنشورٍ فيسبوكيٍّ عاطفيّ؟ 

بالطبع، إنّ نشرَ الأخبار شيءٌ طبيعيّ، لكن ما يُقلِقُني هو إلقاء الضوء المُغرض الدائم على المآسي والأحزان. مّما يولّد مُجتمعًا يائسًا سلبيًّا من مُتصفّحي فيسبوك. وأنا متى أموت، كيفما كانت الظروف، لا تنشروا لي صُوَرًا في أيّ موقع تواصلٍ إجتماعي. بل صلّوا من أجلي. فالصلاةُ أـكثرُ نفعًا من فيسبوك.