كَسر الكلمة - الرسائل -24- أحد شفاء المنزوفة

كَسر الكلمة - الرسائل -24- أحد شفاء المنزوفة

أحد شفاء المنزوفة
(2 قور 7: 4-11)

4 إِنَّ لي عَلَيْكُم دَالَّةً كَبِيرَة، ولي بِكُم فَخْرًا عَظِيمًا. وَلَقَدِ امْتَلأَتُ تَعْزِيَة، وأَنَا أَفِيضُ فَرَحًا في ضِيقِنَا كُلِّهِ
5 فإِنَّنَا لَمَّا وَصَلْنَا إِلى مَقْدَونِيَة، لَمْ يَكُنْ لِجَسَدِنَا شَيءٌ مِنَ الرَّاحَة، بَلْ كُنَّا مُتَضَايِقِينَ في كُلِّ شَيء، صِرَاعٌ مِنَ الـخَارِج، وخَوفٌ مِنَ الدَّاخِل!
6 لـكِنَّ اللهَ الَّذي يُعَزِّي الـمُتَوَاضِعِينَ عَزَّانا بِمَجِيءِ طِيْطُس،
7 لا بِمَجِيئِهِ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا بِالتَّعْزِيَةِ الَّتي تَعَزَّاهَا بِكُم. وقَدْ أَخْبَرَنَا باشْتِيَاقِكُم إِلَيْنَا، وحُزْنِكُم، وغَيْرَتِكُم عَلَيَّ، حَتَّى إِنِّي ازْدَدْتُ فَرَحًا.
8 وإِذَا كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُم بِرِسَالتِي فَلَسْتُ نَادِمًا عَلى ذلِكَ، معَ أَنَّنِي كُنْتُ قَدْ نَدِمْتُ، لأَنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَة، ولَوْ أَحْزَنَتْكُم إِلى حِين،
9 قَدْ سَبَّبَتْ لي فَرَحًا كَثِيرًا، لا لأَنَّكُم حَزِنْتُم، بَلْ لأَنَّ حُزْنَكُم أَدَّى بِكُم إِلى التَّوبَة. فَقَدْ حَزِنْتُم حُزْنًا مُرْضِيًا لله، كَيْ لا تَخْسَرُوا بِسَبَبِنَا في أَيِّ شَيء؛
10 لأَنَّ الـحُزْنَ الـمُرْضِيَ للهِ يَصْنَعُ تَوْبَةً لِلخَلاصِ لا نَدَمَ عَلَيْهَا، أَمَّا حُزْنُ العَالَمِ فَيَصْنَعُ مَوْتًا.
11     فَأنْظُرُوا حُزْنَكُم هـذَا الـمُرْضِيَ للهِ كَم أَنْشَأَ فِيكُم مِنَ الاجْتِهَاد، بَلْ مِنَ الاعْتِذَار، بَلْ مِنَ الاسْتِنْكَار، بَلْ مِنَ الـخَوْف، بَلْ مِنَ الشَّوْق، بَلْ مِنَ الغَيْرَة، بَلْ مِنَ الإِصْرَارِ عَلى العِقَاب! وقَدْ أَظْهَرْتُم أَنْفُسَكُم في كُلِّ ذلِكَ أَنَّكُم أَبْرِيَاءُ مِنَ هـذَا الأَمْر.

مقدّمة
في الأسبوعِ الثّالثِ من الصّوم تضعنا كنيستنا المارونيَّة أمام لوحات تركِّزُ على قدرة الله وعظمته من جهة، وعلى التعزية والقوّة التي يلقاها الإنسانُ الضعيفُ الذي يرجو الربَّ من جهةٍ أخرى.
يدعونا القدّيسُ بولس في رسالته الثَّانية إلى أهل قورنتس إلى أن نعزّي بعضُنا بعضًا. إنّها التعزية الإلهية التي تدعو المؤمن ليعيش السّرَّ الفصحيَّ، باستمرار، ليكونَ شاهدًا في هذا العالم الَّذي يخيّمُ عليه القنوطُ واليأسُ. التعزية هي علامة أملٍ حيث لا رجاء لمتابعة المسيرة. وهي ليست علامةً خارجيَّةً موقَّتة، بل هي نتيجةُ قوَّة الرُّوح القدس الَّذي يحوّل ما في الانسان من موتٍ إلى حياة.
كذلك، من خلال المعجزة المزدوجة، يبيّن لنا الإنجيليّ لوقا، حالة التأخير والتوتّر والترقُّب بين شفاء المنزوفة وإعادة إحياء ابنة يائيرس.  لكنّ رسالة يسوع مع "المنجسين" واليائسين (امرأة نازفة دم، وجسدٌ ميت) هي "فيض قلبٍ كي يشفي بني آدم" ويمنحهم العزاء والفرح "فيشدون له بالتمجيد والتَّسبيح" (نشيد الدخول في خدمة قدَّاس أحد شفاء المنزوفة). هذا ما يتّفق مع دعوة القدّيس بولس المؤمنين كي يشاركوا في حزنِ بعضِهم البعض، ويكونوا سببَ تعزيةٍ، الواحدَ للآخرِ وَسَطَ الضيقات والمعاناة، وألاّ يحزنوا إلاّ حزنَ التوبةِ الذي يقودهم إلى الفرحِ والتَّمتُّعِ بالخلاصِ الذي يمنحه الله.

شرح الآيات
4 إِنَّ لي عَلَيْكُم دَالَّةً كَبِيرَة، ولي بِكُم فَخْرًا عَظِيمًا. وَلَقَدِ امْتَلأَتُ تَعْزِيَة، وأَنَا أَفِيضُ فَرَحًا في ضِيقِنَا كُلِّهِ

بعد أن سبق بولس وأعلن عن محبَّته لأهل قورنتس (راجع 2 قور 7: 3)، يتكلَّم الآن على نتيجَتين لهذه المحبَّة: "الدالَّة الكبيرة" و"الفخر العظيم". الكلمة اليونانيَّة parresía المترجَمة هنا بـــ"دالَّة"، ترتبط بالكلام الصَّريح: "لقد كلَّمناكم بصراحة" (2 قور 6: 11أ). ومضمون هذا الكلام الصَّريح هو ما أشار إليه بولس قبلًا: "لم تطمئنَّ نفسي، لأنّي لم أجدْ طيطس أخي، فودَّعتُ الإخوةَ وخرجتُ من هناك إلى مقدونية" (2 قور 2: 13). ولكنَّه الآن يشير إلى التعزية الَّتي امتلأ بها لدى وصول طيطس إلى مقدونية. ما يؤكّد ذلك الكلمات الثلاث الَّتي استخدمها بولس في هذه الآية ويتردَّد صداها في الآيات التالية (2 قور 7: 5-16)، لتشكّل محورها: تعزية (راجع 2 قور 7: 6-7)، فرح (راجع 2 قور 7: 7، 9، 13، 16)، وضيق (راجع 2 قور 7: 5).

5 فإِنَّنَا لَمَّا وَصَلْنَا إِلى مَقْدَونِيَة، لَمْ يَكُنْ لِجَسَدِنَا شَيءٌ مِنَ الرَّاحَة، بَلْ كُنَّا مُتَضَايِقِينَ في كُلِّ شَيء، صِرَاعٌ مِنَ الـخَارِج، وخَوفٌ مِنَ الدَّاخِل!
يشرح بولس هنا كيف أنَّه يفرح وسط الضّيق. تشكّل كلمة "فإنَّنا" صلة الوصل بين ما سبق من قلقٍ في الفصول السَّابقة و"التعزية" الحاليَّة. فنجد توازيًا بين عبارة: "لم يكن لجسدنا شيءٌ من الرَّاحة" (2 قور 7: 5)، وعبارة: "لم تطمئنّ نفسي" (2 قور 2: 13). هذا ما يعني أنَّه سواءً في ترواس أم في مقدونية "تضايق بولس في كلّ شيء".
وما يقصده بولس بقوله "كلّ شيء"، توضحه الجملة اللَّاحقة: "صراعٌ من الخارج، وخوفٌ من الدَّاخل"، الَّتي تدلُّ على ضيقه الشخصيّ (في داخله، وفي خارجه)، وليس ضيق الكنيسة ككلّ: عدم اليقين الَّذي يطارده بشأن طيطس، إن قَبِلَه أهل قورنتس أم لا (راجع 2 قور 7: 13، 15)، تخوُّفه المستمرّ من ردَّة فعل الجماعة على رسالته (راجع 2 قور 7: 11-12)، بخاصَّةٍ وأنَّه انتظر وصول طيطس في ترواس وتأخَّر (راجع 2 قور 2: 13)، احتمال أن يكون قد تسبَّب بحزنِ أهل قورنتس (راجع 2 قور 7: 8)، وقلقه من أن يتبيَّن أنَّ افتخارَه بهم أمامَ طيطس هو عارٍ عنِ الصحَّة، وبالتَّالي سيكون موقفُه محرِجًا للغايةِ (راجع 2 قور 7: 14). كلّ ما سبق يدلّ على أنَّ بولس كان رسولًا واقعيًّا تركت فيه ظروفه آثارًا بالغة، ولا سيَّما الظُّروف الرعويَّة.   

6 لـكِنَّ اللهَ الَّذي يُعَزِّي الـمُتَوَاضِعِينَ عَزَّانا بِمَجِيءِ طِيْطُس،
7 لا بِمَجِيئِهِ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا بِالتَّعْزِيَةِ الَّتي تَعَزَّاهَا بِكُم. وقَدْ أَخْبَرَنَا باشْتِيَاقِكُم إِلَيْنَا، وحُزْنِكُم، وغَيْرَتِكُم عَلَيَّ، حَتَّى إِنِّي ازْدَدْتُ فَرَحًا.

لكن، وسط الضّيق والخوف، تدخَّل اللهُ وعزَّاه "بمجيء طيطس"، فأراحه نفسيًّا بعد أن كان غير مطمئنٍّ (2 قور 2: 13) و"جسديًّا" بعد "عدم الرَّاحة" (2 قور 7: 5).
قبل أن يتعزَّى بولس نفسه، تعزَّى طيطس بقبول أهل قورنتس له. يؤكّد بولس هنا أنَّ إحساسَه بالمؤاساةِ والتَّشجيعِ جاء نتيجةً "لأخبار" طيطس حول الأحداث الأخيرةِ في قورنتس. يركّز بولس، وبحساسيَّةٍ شديدة، على ردَّة فعلِ الجماعةِ الحميدة تجاه طيطس كشخص، لا على إنجازاته هناك. لذلك، لا يقول بولس: "بالتَّعزية الَّتي جلبها إليَّ بخصوصكم"، بل قال "بالتَّعزية الَّتي تعزَّاها بكم". هذا ما يعني أنَّ قبول طيطس، هو بطريقةٍ غير مباشرة، قبولٌ لبولس الَّذي أرسله إلى هناك.
ركَّزت أخبار طيطس على ثلاثة جوانب، عبَّر عنها بولس بثلاثة أسماء: "اشتياقكم"، الَّتي قد تعود ربَّما إلى اشتياق أهل قورنتس لرؤية بولس الواردة قبلًا (راجع 2 قور 2: 1)، أو ليتصالحوا معه؛ "حزنكم"، ربَّما بسبب الأحداث الَّتي أزعجت بولس، وبالأخصّ عدم ولائهم أو فشلهم في التصرُّف مع من أساء لبولس (راجع 2 قور 2: 5-11)؛ و"غيرتكم"، ربَّما ليعدِّلوا ما حدث في الماضي، ولا سيّما من خلال الامتثال لتوجيهات بولس التأديبيَّة. ونتيجةً لهذا كلّه، "ازداد بولس فرحًا".

8 وإِذَا كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُم بِرِسَالتِي فَلَسْتُ نَادِمًا عَلى ذلِكَ، معَ أَنَّنِي كُنْتُ قَدْ نَدِمْتُ، لأَنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَة، ولَوْ أَحْزَنَتْكُم إِلى حِين،
9 قَدْ سَبَّبَتْ لي فَرَحًا كَثِيرًا، لا لأَنَّكُم حَزِنْتُم، بَلْ لأَنَّ حُزْنَكُم أَدَّى بِكُم إِلى التَّوبَة. فَقَدْ حَزِنْتُم حُزْنًا مُرْضِيًا لله، كَيْ لا تَخْسَرُوا بِسَبَبِنَا في أَيِّ شَيء؛

يعترف بولس الآن بحقيقةٍ اتَّضحَتْ من أخبار طيطس: لقد حزن أهل قورنتس بسبب "رسالته الشَّديدة اللَّهجة"، الَّتي كتبها بنفسه "من الضّيق الشَّديد، وكآبة القلب، وبدموعٍ غزيرة" (2 قور 2: 4). لكن بالرّغم من حزنهم، لم يندم بولس على كتابة الرسالة الَّتي سبَّبتْ لهم ألمـًا وإرسالها، لأنَّ "حزنَهم أدَّى بهم إلى التَّوبة" (2 قور 7: 9).
تدعو الآيتان الثَّامنة والتَّاسعة إلى ثلاثِ ملاحظات: 
1. "الندم" و"التَّوبة" ليسا مرادِفَين. قد يشعر الانسان بالتأسُّف أو بالنَّدم على سلوكه، ولكنَّه قد لا يغيّر سلوكه من كلّ قلبه.
2. الحزن، والألم، والحسرة الَّتي تؤدّي إلى التوبة، يجب أن تتوافق مع الإرادة الإلهيَّة، وأن تنال حيّزًا مهمًّا من اختبار الانسان بعد توبته (راجع 2 قور 12: 21).
3. عندما يختبرُ الانسانُ الحزنَ بطريقةٍ "مرضيَّةٍ لله" أو بحسَبِ مشيئتِه، تنتجُ عنه فوائد روحيَّة جمَّة "لا خسران فيها".

10 لأَنَّ الـحُزْنَ الـمُرْضِيَ للهِ يَصْنَعُ تَوْبَةً لِلخَلاصِ لا نَدَمَ عَلَيْهَا، أَمَّا حُزْنُ العَالَمِ فَيَصْنَعُ مَوْتًا.
هذه الآية هي شرحُ لما سبق وقاله بولس في الآية التَّاسعة. يميّز بولس هنا بين نوعَين من الحزن:
"الحزن المرضيّ لله"، عندما يعي الانسان أنَّه كسر وصيَّةً إلهيَّة. هذا الحزن المقدَّس يؤدّي به إلى الخلاص، لأنَّ التَّائب لا يستريح حتَّى يجد موضعًا في الأحضان الإلهيَّة، حيث لا يأس، بل تجديدٌ مستمرٌّ مصحوبٌ بالسَّلام والفرح الداخليَّين.
أمَّا "حزن العالم" فيقوم على فقدانِ بعضِ أمورِ العالمِ الماديَّةِ أو المعنويَّةِ، سواءَ أكانَت ممتلكاتٍ أم حقوقًا زمنيَّةً أم كرامةً أرضيَّةً. هذا الحزنُ يحطّم النَّفس والجسد معًا: "يصنع موتًا".

11 فَأنْظُرُوا حُزْنَكُم هـذَا الـمُرْضِيَ للهِ كَم أَنْشَأَ فِيكُم مِنَ الاجْتِهَاد، بَلْ مِنَ الاعْتِذَار، بَلْ مِنَ الاسْتِنْكَار، بَلْ مِنَ الـخَوْف، بلْ مِنَ الشَّوْق، بَلْ مِنَ الغَيْرَة، بَلْ مِنَ الإِصْرَارِ عَلى العِقَاب! وقَدْ أَظْهَرْتُم أَنْفُسَكُم في كُلِّ ذلِكَ أَنَّكُم أَبْرِيَاءُ مِنَ هـذَا الأَمْر.
يكشف الرَّسول بولس عن ثمار "الحزن المرضيّ لله" ألا وهي: "الاجتهاد"، أو الاهتمام العمليّ بالآخرين لكي يتمتَّعوا بالحياة المقدَّسةِ في الرَّبّ؛ والاجتهادِ يؤدّي إلى "الاعتذار" والتمتُّع ببركاتِ الطَّاعةِ للوصيَّةِ الإلهيَّة، والتخلُّص من كلّ فسادٍ لحق بها بسبب الخطيئة؛ "الاستنكار"، بمعنى رفض التّجاوب مع أيَّة خطيئةٍ تسلَّلتْ إلى الجماعةِ، لأنَّ التوبة تولّد ثورةً مقدَّسةً ضدَّ الفساد؛ "الخوف" على المشاعر الإلهيَّة الأبويَّة، فيودُّ التَّائبُ أن يلتزمَ بعلاقات الحبّ المقدَّسة مع الله، ولا يجرحها بأيَّة خطيئةٍ ظاهرة أو خفيَّة؛ "الشَّوق" إلى اللّقاء بالله والتمتُّع بالشَّركة معه، وشوق أهل قورنتس للرَّسول بولس الَّذي كان حازمًا معهم في رسالته الأولى؛ "الغَيرة" على خلاص الآخرين؛ و"الإصرار" على عقاب المذنبين.

خلاصة روحيَّة
في كلامِه إلى أهل قورنتس، نرى وجهَ بولس الأبِ، والمربّي، والمرافقِ للجماعةِ. فهو يفرح لا لأنَّه أحزنهم، ولكن "لأنَّ حزنهم هذا قد أدَّى بهم إلى التَّوبة" (2 قور 7: 9)، فنالوا الخلاص.
ميَّز القدّيس بولس بين حُزنَين: الحزن الأوَّل يؤدّي إلى الموت، وهو حزن العالم، حيث يحزن الانسان على خسارةٍ ماديَّة، ما هي إلَّا أحزانٌ باطلة لا أساس لأسبابِها، لأنَّها تقتل النَّفس وتسجن الانسان في أنانيَّته. أمَّا الحزن الثَّاني، فهو الحزن "المُرْضيُّ لله" (2 قور 7: 10) الَّذي يؤدّي إلى التوبة، أي إلى المصالحة مع الله ومع الآخرين والَّتي تُثمر ثمارًا صالحة.
لذا، نحن مدعوُّون، في زمن الصَّوم، لا أن نرشَّ فقط الرماد على رؤوسنا (الرماد رمز الحزن)، ونسمع الكلمة "أذكر يا إنسان أنَّك من التُّراب وإلى التُّراب تعود" (تك 3: 19)، لكن بالأحرى أن ندخل إلى عمق كياننا ونسمع "أذكر يا إنسان أنَّك من الله وإلى الله تعود"، "فنُتمَّ فرح بولس بأن نكون على رأيٍ واحد، ومحبَّة واحدة، ونفسٍ واحدة، وفكرٍ واحد" (فل 2: 2). وهذه قمَّة المحبَّة الَّتي يدعونا إليها الرَّبّ يسوع بقوله: "أحبُّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتُكم" (يو 13: 34). فإذا كانتِ الخطيئةُ هي الَّتي تُميتُ، فالمحبَّةُ هي الَّتي تُحيي.


تحميل المنشور