كَسر الكلمة -10- ختانة الربّ يسوع

كَسر الكلمة -10- ختانة الربّ يسوع

عيد ختانةِ الربِّ يسوعَ - يوم السَلامِ العالمي
(لو 2: 21)
21  ولَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيُخْتَنَ الصَّبِيّ، سُمِّيَ "يَسُوع"، كمَا سَمَّاهُ الـمَلاكُ قَبلَ أَنْ يُحْبَلَ بِهِ في البَطْن.

مقدّمة
في اليوم الأوّل من كلّ سنة تحتفلُ الكنيسة بعيد ختانة الرّبّ يسوع، وفيه يُكرَّسُ الطّفلُ الإلهي للربّ بحسب الشّريعة، متضامنًا مع شعبه كلّ التّضامن. في هذا اليوم أيضًا نحتفلُ بيوم السَّلام العالمي، لنتذكّر بأنّ السَّلام الحقيقيّ هو ثمرة المصالحة مع اللهِ وبالتّالي مع الذّاتِ، ومن كان في سلامٍ مع ربّهِ ومع ذاتِهِ سيفيضُ سلامًا على من حولِه. 

شرح الآيات
21  ولَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيُخْتَنَ الصَّبِيّ، سُمِّيَ "يَسُوع"، كمَا سَمَّاهُ الـمَلاكُ قَبلَ أَنْ يُحْبَلَ بِهِ في البَطْن.
صحيحٌ أنّ إنجيلَ عيدِ الختانةِ في اللّيتورجيّةِ يقتصِرُ على آيةٍ واحدةٍ (لو 2/21)، لكنّها تستحِقُّ الدَّرسَ رغمَ إيجازِها. فختانةُ الرّبِّ تأكيدٌ على أنَّه ابنُ شعبِه ويحمِلُ في جسدِه علامةُ العهدِ، وأنّ والِدَيْهِ قدْ أتَمَّا البِرَّ كما تقتضيه الشّريعةُ (راجع متى 3: 15). لكنَّ الأهميّةَ في هذا الخبرِ هي للاسم الذي سيُعطى للطِّفلِ.
إسمُ يسوعَ يعني "الله يخلّص" والاسمُ كما هو معلومٌ في الكتابِ المقدّسِ لا يدلُّ فقط على الشَّخصِ وإنَّما يدلُّ أيضًا على الرّسالةِ التي سيحمِلُها. فاسمُ يسوعَ يكشِفُ هويّتَه المسيحانيّةَ: "هو الذي سيخلّصُ شعبَه من خطاياهم" (متى 1/ 21)، هو من سيحمِلُ الخلاصَ، لا بل هو الخلاصُ بذاتِه. 

خلاصة روحيّة
في بدايةِ هذ العامِ الجديدِ، دعوةٌ لنجدِّدَ ختانةَ قلوبِنا للرَّبِّ، لنكرِّسَها له، متعلّقين فيه وحدَه لأنَّه خلاصُنا الوحيدُ وسلامُنا الأكيدُ. اليومُ الأولُّ من السّنةِ يعلِنُ بدايةً جديدةً، وهذهِ البدايةُ لن تكونَ جديدةً ولنْ تحملَ السّلامَ الحقيقيَّ إلّا إذا أصبَحَتْ إعلانًا صريحًا  وواضحًا لاسمِ يسوعَ، أي لخلاصِهِ.
"عَرِّفْني اَسمَكَ" (تك 32/ 30) سألَ يعقوبُ الرَّبَّ في العهدِ القديمِ، و"أَرِني مَجدَكَ" (خر 33/ 18) صرخَ موسى للرَّبِّ، "أرِنا وجهَك يا ربّ" هي أيضًا صرخةٌ تتكرَّرُ في صلواتِ المزاميرِ، هذه الصَّرخاتُ تكشِفُ رغبةَ الانسانِ في معرفةِ اللهِ ورؤيةِ وجهِهِ ومناداتِهِ باسمِهِ. بيسوعَ صارَتِ البشريّةُ قادرةً على أنْ ترى وجهَ اللهِ وتُعايِنُ مجدَه وصارَتْ أيضًا قادرةً أنْ تناديَه باسمِهِ. هذا هو الخلاصُ الحقيقيُّ عندما يدخُلُ الانسانُ بلقاءٍ وحوارٍ معَ اللهِ بيسوعَ تصالَحَتِ البشريّةُ معَ اللهِ فصارَ الخَلاصُ حقيقةً تجَسَّدَتْ وحَلَّتْ بينَنَا.


تحميل المنشور