تحيّة من القلب

تحيّة من القلب

إلى مَن كان الأب الحنون لِكُلِ شابٍّ وشابّةٍ في الأبرشيّة، والمرشِد والموَجِّه والمشَجِّع، أزكى التحيّات وأنداها وأطيبها.

أنتَ مَن غرس في نفوسنا بذور الفضيلة وحبّ المسيح ورَعاها حقّ الرّعاية وقَطف منها اليوم أشهى ثمرٍ يتمثّل بشبيبةٍ حيّةٍ فاعلة.

كم من صفاتٍ رسمَت معالمها وشَيّدَت صَرْحَها من عطائِك المتميّز وشخصيّتك الحكيمة وسواعِدك البنّاءة وتشجيعك المستمرّ الذي كان لنا دافعًا للسعي لتحقيق الأفضل في كنيستنا.

لقد كُنتَ دومًا الداعِمَ الأوّل لِكلّ عملٍ يتعلّق بنا، فآمنتَ بجماعتنا وقلتَ أنّنا نحن الشبيبة، "حاضرُ الكنيسة ومستقبلها". 

لا ننسى كيف كان هَمُّك تفعيل دورنا في بنيان الكنيسة، فأصبح هَمُّنا الأكبر أن نبقى أمينينَ لثقتك بنا فصارت الكنيسة أمًّا لنا وبيتًا، نشعر فيه بالأمان، واثقين أنّ الربّ يسوع يعمل فينا ومن خلالنا، متمسّكين بما قاله البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل"، عدد ٢٨٧: "أُمًّا للجميع وبيتًا للكثيرين".

"عقلبي شوفكن"، بهذه العبارة عبّرتَ لنا في العام الماضي نحن الشبيبة أبناءَكَ بتوقِكَ لملاقاتنا، فكنت تنتظر بفارغ الصّبر اليوم الأبرشي للشبيبة لتكون حاضرًا بيننا تنقل لنا يسوع الأخ، الأب، القريب، الصديق، الرفيق والمعزّي لكلّ شبيبتنا.

وهذه السنة، "حكيني بتلاقيني" كان شعار لقاءنا، ولكن بعد أن غادرتنا قبل سماعَنا، نعدك أن نبقى أمينينَ على ما بدأته مع الشببيبة، أمينين لهذه الثقة التي أوكلتنا بها طالبين من الرّوح القدس أن ينيرَ طريقنا ويكون قائدنا في بنيان الكنيسة، مُدرِكين أهمّية المسيح في حياتنا، مُتّكلين عليه دومًا كما أردتنا أن نكون.

نَعِدُكَ أن نكون حاضر ومستقبل هذه الأبرشيّة التي آمنتَ بها حجرًا وبشرًا.

اليوم، تقف الكلمات حائرة مكتوفة الأيدي، فلا شيء يمكن أن يُعبِّر عن امتناننا لك يا أبانا، ونبقى مقصّرين أمام سخاء عطائك ودِفْء محبّتك.

لكَ في القلب الكثير من الحبّ ولكَ في ذاكرتنا مكانة كبيرة لا تختفي.