أستدعيك يا إله المساكين

أستدعيك يا إله المساكين

أيّها الجديد الدائم، الطفل القديم الأيام الذي لا يشيخ، تعال إلينا، إلى نفوسنا الكهلة.


أيها الآتي دومًا، يا من لا يتعب، تعال لَقَد أتعب الزمن عبادتنا.

يا من في ملء الزمن نصبت خيمتك بيننا، تعال الآن في ملء رتابتنا، تعال ولا تبطئ وانصب خيمتك فينا.

يا من تستقبل الجميع، تعال تسوّل قلوبنا دون أن تجد لك مكان.


تعال يا لهيب النار ولا تأبه لبرودة الهياكل وبيوت القربان.

يا من وشّحت العالم بالبهاء ونسجت لآدم و حواء ثياب من جلد، تعال الآن ولو كفنّاك بالطقوس والعادات المميتة وأنت الآتي إلى الحياة.

تعال خذ الذهب وردّه لنا أضعاف وأجزِ عنّا المرّ دون رجوع وليرتفع البخور إليك كي لا نضّطر نحن إلى النزول لملاقاتك في أعماقنا.

تعال ولا تبطئ ولا يرتبط مجيئك باستعدادنا له بل بحبّك غير المشروط لنا. فاجئنا كاللّص ليلًا، أشرق علينا نحن السالكين في ظلمة الزينة البرّاقة.


يا مُريح الجميع، من دعانا نحن المُتعَبين للمجيء إليه، كيف كان لنا أن نستجيب لو لم تأتي صوبنا؟ و كيف كان لنا أن ندعوك للمجيء لو لم تسبقنا وتكشف عن نفسك آتيًا أبدًا؟

يا سيّد، إنّ كلّ شيء قد تمّ لأنّك أنت الكريم كثير المراحم.


فتعال الآن أيّها الطفل بنور الحقّ لنَعِي حضورك وعملك فينا وبيننا، وبعنفِ الوداعة أدخلنا تناغم وتمام الامور.

تعال اقبَع في فقرنا أيّها الفقير الحق وامكث في عبثيّتنا يا أيّها المعنى.

أشرق علينا بوجهك، صورتنا الحقّة، وانزعنا من عبادتنا المسكينة إلى عبادة الرّوح والحقّ، عبادة أولئك الذين لا يمتلكون سواك، لأنّهم لا يبغون سواك أنت الذي تغنينا وإيّاهم بفقرك.


فتعال يا سيّد يا من تقبلنا كما نحن، علّنا نتعلّم أن نقبلك كما أنت، طفلًا في إسطبل، مسكينًا جميلًا.