لقاءٌ بلمسة

لقاءٌ بلمسة

ربّي وإلهي، أنا نادمٌ من كلِّ قلبي على جميع خطاياي، وبالأكثر أنا نادمٌ على كلِّ مرّةٍ وقفتُ بشموخٍ ورحتُ أبحثُ عند الكثيرين، ظنًّا منّي أنّهم أطباء، عن علاجاتٍ لآلام جراحاتي المغروسة في جسدي، أبحثُ عن دواءٍ يشفيني من يأسي ومن سقطاتي. أنا نادمٌ، ربّي، على كلِّ مرّةٍ بحثتُ عن دواءٍ غير الحُبّ، لأداوي به نقصي الدّاخلي. وبالأكثر أنا نادمٌ على كلِّ مرّةٍ رفعتُ ذاتي، أو رُفعتُ بقوّةٍ غير قوّةِ الحُبّ، فوقعتُ في الكبرياء.

ها أنا اليوم، وبعدَ شموخي الزّائف الذي أرسلني للبحث عن المسكّناتِ في الأزقّة، أنحني في وسط المدينةوأمام هذا الحشد الذي يشعّ حُبًّا، ولا أسمعُ فيه سوى دقّات قلبي وقلب الحُبِّ المتجسّد: يسوع المسيح. ها أنا آتٍ إليكَ ونفسي ظمأة، كلّ كياني يتوقُ إليكَ، فقلبي عرف أنَّكَ الحُبّ.

ما إن تمّ اللقاء، سمعتُ صوتَكَ من العُلى يقول لي: "من لمسني؟"، فأدركتُ أن هذه اللمسة لم تشفني وحسب، بل فرّحت قلبَكَ، إلهي، أنتَ الرّاعي الصّالح الذي مرضاته توبة كل خاطئٍ وعودة كلّ بعيد. هذه اللمسة التي كنتُ أبحث عنها كلّ حياتي، كانت مرضاة قلبِكَ، فها أنتَ تسبقني على الدّوام لتشفيني.

كيف لي أن أرُدَّ جميلَ جودكَ الذي أفضته عليَّ يا إله الخير؟ ها هزيمتي في وسط المدينة أقدّمها لَكَ سجودَاتضاع. فاقبل، ربّي، توبتي! فبعدَ أن عرفتك وأختبرت حبَّك، لا يمكنني سوى أن أعترف بصغري وبضعفي، وأنّكَ أنت وحدك المنمّي والمقوّي. فيا ربّ هبني العزم لأشهد لعظمتِكَ في العالم أجمع ولأخدمك ولأحيا مشيئتَكَ، وهبني أيضًا الشّجاعة، لأبشّر باسمك في الأزقّة مخبرًا روّادها أنَّكَ تنتظرهم في وسط المدينة للقاءٍ شخصيٍّ ومُجَدِّد، لا سُكوتَ فيه، يملأه ترنيم الحُبِّ وهتاف القلب. آمين