الخوري سامر الياس
مقالات/ 2016-09-02
أخي الإنسان، لماذا أنت سلبيّ في حياتك؟! لماذا تنظر كثيراً بنظرة سلبية إلى أحداث حياتك؟!
أعرف بأن الحياة قد مزقت فيك كثيراً، صدّعت عدة أساسات في قناعاتك، خلقت لك نزيفاً في الثقة والإيمان والصدق والإحترام والرجاء والأمل وإلخ. وهذه الأمور دفعتك إلى السلبيىة، ولكن لماذا؟!
لماذا تتعامل مع الله أيضاً بنظرة سلبية، ألا تعرف بأن الشيطان سلبيّ أم الله فهو إيجابي. كيف ذلك؟!
تعال لنتأمل معاً بنظرة الله الإيجابية على رجاء أن تصبح نظرتك أيضاً:
1- الله لا ينظر إلى اللحظات التي تسقط بها في الخطيئة، بل إلى اللحظات التي تقوم بها من الخطيئة، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
2- الله لا ينظر إلى اليوم الذي خالفت به وعدك له، بل إلى الأيام والشهور التي حافظت بها على وعدك له، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
3- الله لا ينظر إلى النتيجة التي تحققها في حياتك الروحية بل إلى الجهاد الروحي التي تعيشه، أي حتى لو غادرت هذه الحياة وأنت لم تحقق بعد النجاح في حياتك الروحية ولكنك كنت من الذين جاهدوا كثيراً فسيصرخ لك "أدخل فرح سيدك"، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
4- الله لا يقارن ما فعلته أنت مع ما فعله الآخر، حتى لو عمل الآخر كان أفضل منك، بل ينظر إلى قدرتك، هو يقدّر بأنك عملت على قدر طاقتك، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
5- الله لا ينظر إليك ليقول لك لماذا سقطت، بل ليقول لك "هيّا إنهض، أنا أحبك"، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
6- الله لا ينظر لك على أنك إنسان خاطئ، بل على أنك إنسان موجوع من الداخل تبكي من خلال الخطيئة، فيبحث عن وجعك، لأن وجعك نقطة ضعفه، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
7- الله لا ينظر إلى التشويه الذي تعرضت عليه في مسيرتك، بل إلى النقاط التي تشبه بها أبيه السماوي فيعمل على تطويرها، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
8- الله لا يقيس حجم خطاياك بل حجم حبك له عندما تقصد كرسي الإعتراف، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
9- الله ليس إله شرّ بل إله خير، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
10- الله ليس إله يستلذّ بصراخ شعبه بل "أم" يتمزق أحشاءه عند صرخة وجعك، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
11- الله ليس إله يعاقب بل أب يؤدب ويحمي، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
12- الله لا يهمه ماضيك المظلم بل مستقبلك الذي ستكتبه معه، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
13- الله لا يهمه كمية صلاتك، بل نوعية صلاتك، فصلّي بإيمان، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
14- الله لا يهمه مدى جمالك الجسدي بل يعشق نضارة روحك، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
15- الله لا ييأس من المحاولة ليكون معك، فلا تيأس من المحاولة أن تكون معه، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
16- الله لا يقيس أعمالك الشريرة التي قمت بها، بل عمل المحبة الصغير الذي رزعت فيه فرحة لأحد إخوتك الصغار، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
17- الله لا ينظر إلى عدد الأيام التي ابتعدت فيها عنه، بل ينتظر بفرح كبير لحظة العودة، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
18- الله لا يهمه حالة الغنى التي كنت فيها وأنت معه قبل رحيلك، لذلك لا يهمه حالة الفقر التي ستعود بها إليه، يهمه فقط أن تعود كيف ما أنت، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
19- ...، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!
ألم يحن الوقت: لتخرج من صومعة ذاتك؟! من سجن ألامك؟! لتقوم من موتك الروحي والإنساني والإجتماعي؟! للتغيير؟ لتواجه ذاتك والمجتمع ؟! لتخلع نظارات السلبية وتلبس وجه الله الإيجابي؟!
قد حان: وقت القيامة، وقت التوبة، وقت الأعجوبة، أعجوبة قيامتك من الموت الروحي والإنساني، فإذا أردت هذه المسيرة مع الله، إذا أردت الحياة والفرح والسلام، هناك أمر واحد، فكن إيجابياً، لأن الله إيجابي!