أنت تهدّئ عاصفة حياتي...

أنت تهدّئ عاصفة حياتي...

تأمّل حول انجيل اليوم (يسوع يهدّئ العاصفة)

"وطلب منهم يسوع أن ينتقلوا الى الضّفة الأخرى"

في قلب انشغالي بتفاصيل حياتي: الإستقرار مع شريك حياة، شراء سيّارة، البحث عن فرصة عمل، نجاحاتي في دراستي... يأتي الرّب، في بعض الأحيان، ليقول امضِ الى مكان آخر، لقد اخترت لك شيء آخر.

هل أستطيع تمييز صوته؟ واذا كان هو هل أسمعه؟ هل أقبل بعرضه؟ هل أجرأ انّ أمضي كما قال؟


"فصعدوا وأخذوا يسوع معهم"

كثيرًا ما نقوم بأعمال كبيرة بحياتنا: نجاح مشروعي في الشركة، نجاح ضخم في رعيّتي، عائلتي الكبيرة... او اذا سمعت صوته و انتقلت الى مكان آخر كما قال لي.

هل آخذه معي؟ هل أطلب حضوره؟ هل أجد له مكان في قلب نجاحاتي؟ هل أراه هو من يمشي معي؟


"فهبّت ريح وعاصفة شديدة"

خذلني يسوع، عندما أخذته معي، هبّت عاصفة في حياتي: فشل في عملي، مشكلة في عائلتي، لم أحصل على القرض لأشتري سيّارة، اضطهدوا نجاحي... فتكون أوّل ردّة عل مثل الرّسل: "يا ربّ ألا تبالي؟" نصرخ هذا الصوّت، عن غيابه في عاصفة حياتي، عن لامبالاته لوجعي، أو حتّى أشكّ أنه معي من الأساس.


"فقام وزجر البحر، فهدأ"

في قلب موتي في هذه العاصفة، في بكائي على وسادتي، في خوفي على مصير عملي، على أولادي، على صحّة أمّي... فتكون المفاجأة من الرّب: "ما بالكم خائفين، يا قليلي الإيمان!" كيف أسمع هذه الكلمة اليوم؟ هل أثق بخطّة الله؟ كيف أتجاوب مع دعوته بألّا أخاف؟ هل خوفي لأنّي لا أثق به أم لأني أثق بمجهودي الخاص؟ كيف لهذا الذي أعطى للعاقر ابنًا، للأعمى بصرًا، للخطأة غفرانًا، الذي أعطى للعذراء ابنه، الذي أقام الموتى وقام هو من الموت، من تصوّرني قبل أن أولد، كيف له أن يفشل بخططه؟


إنّ دعوة الله لنا في كلّ مشروع جديد يرسمه لنا، أن نسلّمه له، أن نثق بحكمته، أن نؤمن بقدرته على تهدئة عاصفة حياتنا، أنّه يدعونا لكي لا نصوّب أعيننا على العاصفة بل على قدرته لتسكينها!

بقدر ما تكبر مشاكلنا يبقى إلهنا أكبر منها!