جورج أبو متري
مقالات/ 2016-06-28
بين الجوهر والقشور
يُمكن لهذه الكلمات أن تزعج قارئي هذا النّصّ، عذراً ، هي كلمة حقّ يجب أن تقال...
عندما كنّا طلاب علم على مقاعد الدراسة, تعلمنا في سرّ الكهنوت أنّ على الكاهن مهامَّ ثلاثاً يعيشها ألا وهي التّدبير والتّعليم والتّقديس. أودّ اليوم التوقّف عند اثنين: التعليم والتقديس. أخوتي الكهنة أتمنّى أن نكون أُمناء على التّعليم الصّحيح للكنيسة في عيشنا للأسرار والابتعاد عن قشور مناسبة القربانة الأولى، إذ اننا نرى بعض الكهنة يتصرّفون كمن يُدير حملة دعائية بغيةَ إقناع الأهل للاحتفال بقربانة أولادهم في رعيته، وهنا كثيرةٌ هي الوسائل المستعملة, لدينا كاميرة لوما, لدينا فريق مخضرم, ويبدأ بعرض السلع التي لديه وينسى مهمة التقديس، بأهمية عيش السر ونقل هذه الأهمية للأولاد, إذ نعرض كل ما لدينا وننسى أن يسوع هنا وهو القائل "تطلبون آية مثل آية يونان وههنا أعظم من يونان".
إخوتي نسير مع الأهل ونتلهى بقشور السّر وننسى ما هو أعظم من القشور, نتلهى بزينة الكنيسة وها هنا من لا يريد زينة ليسكن في القلوب بل يريد قلوباً حاضرة لاستقباله...
أما الاهل, فيبدأون في بداية السنة بالبحث عن المطاعم والثياب,ويبدأ أصحاب المطاعم, ومحالّ الحلوى بالترويج للعروضات ومَن ينافس مَن, عادات لم نرَها من قبلُ : قول بعض الأهل نريد أن نفرح بأولادنا فيستأجرون الزّفة والهودج وكل ما شابه ذلك لأولادهم, كي "يفرحوا بهم" وينسوا الفرحة الكبيرة ألا وهي أن ولدهم يتناول يسوع للمرة ألاولى. ويا للأسف!!!
عندما تسأل أحداً أين تقيم قربانة إبنك يجيبك في مطعم "كذا" لديه عرض جيد ولا يأتي على ذكر الرعية ولا كيفية الإعداد الروحي والمعنوي وتنحصر القربانة بالأكل والشّرب. إخوتي لا ننسى أن ملكوت السموات ليس أكلاً وشرباً بل محبّة وعملٌ بما يطلبه منّا يسوع.
لكي لا أطيل الكلام فلتكن هذه السّنة سنة عودةٍ الى الأصل, الى يسوع, إذ فيها ككهنة نُفَتش عن طرائقَ جديدة، نوصل بها يسوع الى الناس ونُقنِعهم أنه هو إلهُنا ومُخَلّصنا. ونقول للأهل ساعدوا أولادكم لكي يطلبوا أولاً ملكوت الله وكل تلك الاشياء تزاد لهم. وليكن لسان حالنا لهذه السنة كما نقول في القداس البيزنطي "فلنترك كلّ إهتمامٍ دنيوي لنستقبل ملك الكلّ". آمين.