مانويل رحمه
تأملات/ 2017-04-04
لستُ ممن يتجاهلون دعوة الله، فلو تجاهلتها لما كرّست له وحده حياتي،
لستُ ممن يعتمدون على الآخرين كضمانات تحميهم، فلو اعتمدت على ما تحتوي هذه الدنيا من أناس وقوّة لما بقيت أمينًا.
لستُ من صفّ الذين يصوّرون الله بأشكال وأنواع شتىّ، فلو صوّرته واعتمدت ما صوّرت لكنت ابتعدت عنه عند أوّل جلاء للحقيقة.
لستُ بحالمٍ يسبح في خيال الواقع، يغرق في تفاصيل خيال الحلم، بل أنا طائرٌ في حقيقة الوجود، أتلمّس العطايا والحقيقة.
وإذا بي أقف مندهشًا، ما سرُّ بقائي معك يا رب؟ ما سرُّ أمانتي لمنطقك؟ ما سرّ اندفاعي في طريقك؟
أقوّتي، أم "كريزمتي"، أم معرفتي، أم حدسي؟
ولكن، عند لقياك في أوجّ قوّتي وفي رعب ضعفي، أسمع صوتك في نسيم هواء كضجيج العاصفة يدوي، أسمع صدى كلمتك في زوايا كياني، صوتك العذب كالندى على الوردة المتفتحة، صوتك الحنون الرحوم كأمّ لا بل أكثر.
ما سرُّ بقائي معك سوى جوابٌ على دعوة ما عرفتُ ماهيتها إلا عند احتكاكي بها، وعندئذ أدركتُ أنّها المحبّة.
يا سيدي، في الواقع قد قلبتُ الآية، وعندها عرفتُ، أدركتُ، لمستُ.
ما سرُّ بقائك معي يا ربي؟ ما سرُّ أمانتك لعهدك، ما سرُّ اندفاعك لخلاصي؟
إنها قوّتك، "كريزمتك"، معرفتك، حدسك.
انّها المحبّة.
شكرًا لك.