مانويل رحمه
تأملات/ 2017-04-05
وإذا بي أقف أمام صليب الرب في كنيسة لا نور فيها إلا ذاك الساطع من صليب الرب فينير جميع أرجاء الهيكل.
واقف أنا أمام هذه العظمة، أتأملّها، أبحث عن المحبّة، عن سرّها، عن حقيقتها، عن ماهيّتها، عن مصدرها وعن مثل لها في هذه الحياة والاخرى.
فوجدتُ ظلالها في وجداني، أثرٌ لأقدامها في كياني، فهي عبرت ولو بسرعة فتركت أثر في حياتي، بحثت عنها في داخلي وجدتُ يافطةً تدلني نحو الصليب والمصلوب، فسمعتُ المصلوب بمحدوديّته على الصليب ومطلقيّته عند الله والناس يقول:
المحبّة قفزة في اللامحدود،
طريقٌ دربها لا منظور،
عطاءٌ حتى بذل الذات،
وموتٌ أوّلُه صليب، نهايته حياة...
طعم المحبّة أشهى من العسل،
لمستها تحمل الأمل،
لحنٌ ترقص على أنغامه الامم،
رحيقٌ يعبق به الانسان فيمتلئ جمالاً وأدب...
المحبّة طريق السلام،
المحبّة باب السماء،
المحبّة مثال الجمال،
نهج الحياة، الاسلوب والمنطق. هكذا فعلت على الصليب، فانا المحبة، فلا تبحث عنها لا في الارض ولا في زوايا الكون، بل ابحث عنها، تجدها على صليب المجد
وما المحبة في الارض كلها إن جُمعت يا رب، سوى حبة خردل أمام مقدار حبك...