ايلي سمعان
مقالات/ 2016-04-14
كلّما زادت إرادة الرّب العاملة بنا، كلما أُضطُهدنا أكثر، فها هو قدّيسنا يوحنا بولس الثاني: سلّم حياته للرّب ولم يقبل سوى أن يعمل أعمال محبّة تُخرج المتألم من عالمه الذي يقتل ويحّد من حريّة أفراده، على عهده هدّ حائط برلين وبالسّلطان المُعطى له من الربّ وحده تكلّم فواجه السّلاح بالحب، والرّصاص بالكلمة، والدماء المسفوكة بالإفخارستيّا... ها هو بنديكتوس : اللّاهوتي الأول بالعالم، الذي تكلّم عن الخلاص بالمسيح بطريقة خلّابة فكان وجهًا من وجوه الرّحمة، هذا العظيم الذي تنحّى عن البابوية عالمًا أن رسالته هي التأمل والصلاة... ها هو فرنسيس : بالتخلّي والإيمان المترسِّخ يغيّر العالم الذي يبحث عن الثروات.. ثلالثة أمثلة واجهها العالم واضطهدها، فحاولوا قتل الأول، شتم الثاني، وتجديف الثالث... ومازالت الكنيسة تثق بعمل روح الله فيها! وما زالت الشعوب تتمنى يوحنا بولس آخر وبنديكتوس آخر وفرنسيس آخر ولكن: - هل كهنة اليوم يسمعون حاجة شعبهم؟ - أوليسوا هؤلاء الآخرون وُجدوا لخدمة حاجات الشّعب؟ منهم من يسمع ويخدم، ولكن منهم من يطالبون بـ"يوحنا بولس آخر" ولكنّهم يخافون من الرّصاصة... فأين الثقة بالله ومعونته؟ آخرون يرغبون بـ" بنديكتوس آخر" ولكن لا وقت لديهم للصلاة والتأمل... فأين الروحانية التي تبحثون عنها في حياتكم؟ وآخرون يحلمون بـ"فرنسيس آخر" ولكن التخلّي أسوء كوابيسهم! إن كنت تريد أن ترى في عالمنا اليوم، وفي لبنان بالأخص، أحد هذه الشّخصيات المذكورة أعلاه: أرسل كلمة "حلم" أو "Dream" على الرقم "1313"..
يا صديقي لا تبحث... كُن أنت كما أنت وتعلّم من يوحنّا بولس وبنديكتوس وفرنسيس.. العالم بحاجة لـ إيلي، وكريستيان، وفؤاد، وجاد، وجيلبير، وحبيب، وجوزف، وجورج، وسمير، وأمين... ليكونوا صوت الله ويسمحون للربّ أن يعمل بهم وبحياتهم... العالم بحاجة لستيفاني و ماري و جيسي و جوزيت ولويزا وليال وحنان ورنين وزينة وكارين... ليبرهنوا للعالم أن الله عادل بحبه المرأة مع الرجل، كما أن دور الأم والمربية والأخت هو دعوة للقداسة أيضًا.. أعطِ حياتك لله فهي لله، وأترك ما لـ"قيصر" لقيصر.
الله مُحِبّ قدير، خلقك قادرٌ على أن تكون نقطة تحوّل في العالم... إنها دعوتك ودورك. لا تخف من ضعفك ومحدوديّتك فيد الله معك بمسيرتك، وأرجوك لا تستسلم أمام أوّو حائط مسدود، ولا تسمح لأحلامك أن تتلاشى إن لم ترى في هذا العالم ما تبحث عنه من خير، فكُن "من تريد أن ترى".