الخوري سامر الياس
تأملات/ 2016-03-04
إلهي إلهي، ظلام كثير يخيّم في حياتي، لا ألتقي إلا بالشرّ والأمور السلبية ...
أشعر وكأنني من عالم آخر، أشعر بغرابة غريبة عن حياتي، أشعر بوجع يوجع قلبي كثيراً...
إلهي، إني أنادي بالحبّ كما علّمتني، لأن الحب هو الذي يعطي الفرح، ولكن لم أنجرح إلا من الحبيب وكانت نتيجة الحب هذا الحزن الشديد... أتعرف، سأظل أنادي بالحب، لأن عندي الرجاء بأن يوماً ما الحب الحقيقي المنبعث منك، الحب الذي على مثالك هو سينتصر، وكل حب يجرح هو الحب المزيف...
إلهي، إني أنادي بالثقة كما علّمتني، لأن الثقة هي للبنيان، فلم أتحطّم إلا من الأصدقاء الذين وهبتهم كامل ثقتي... أتعرف، سأظل أنادي بالثقة، لأن عندي الرجاء بأن يوماً ما، الثقة المنبعثة منك، الثقة التي على مثالك هي التي ستبني الأوطان والبيوت، مع هذه الثقة سأتوصل للقاء بالأصدقاء الحقيقيين، وليس بالأصدقاء المزيفين الذين لم يكونوا سوى مجرد ممثلين عابرين في حياتي...
إلهي، إني أنادي بالصدق كما علّمتني، لأن الصدق يجمع، فخسرت كل الناس وأصبحت وحيداً لأن صدقي لم يتحملّوه... أتعرف، سأظلّ أنادي بالصدق، لأن عندي الرجاء بأن يوماً ما الصدق الحقيقي المنبعث منك، الصدق الذي على مثالك هو سينتصر، أفضلّ العيش وحيداً بقلب حياة صادقة، من أن أعيش مع جماهير كثيرة في قلب كذبة كبيرة لا نعرف متى نستيقظ منها وهناك يكون البكاء وصريف الأسنان...
إلهي، إني أنادي بالإيمان بك، لأنه يعطي السلام والراحة، فلم أحصل إلا على الإضطهادات والحروب، لأن الناس أحبوا آلهة أخرى، تركوك من أجلها... أتعرف، سأظل أنادي بالإيمان بك، لأن عندي الرجاء بأن يوماً ما سينتصر هذا الإيمان، لأن الإيمان بك هو الحق والقوة والحياة، لأنك أنت الإله الحقيقي، وجميعهم آلهة مزيفة... أفضل الحروب والإضطهادات على أن أعبد آلهة يعتقد الناس بأنها تعطيهم السعادة ولكنهم ليسوا مخدر للحزن يزول بعض لحظات وتبدأ الكآبة... متى سيدرك الناس بأنك الإله الحق الذي يعطي سعادة وسلام في قلب هذه الحروب والإضطهادات...
إلهي، مع كل هذا الظلام الذي يحيطني، إني لواثق بأن مهما سيطول هذا الليل وهذا الظلام، هناك فجر جديد سيشرق ومعه ينبعث نورك في قلبي وفكري...
إلهي، قد توكلت عليك،... لن أقول لك "أرجوك لا تخزلني" لأن عندي الرجاء الكامل بأنك لا تنكر من إعترف بك، ولا تترك لك شريك وحيداً في قلب المعركة...
إلهي، إخترت أن أخوض الحرب معك، ولي الرجاء بأن من يحتمي في سترك له الإنتصار...
إلهي، لو وقف العالم بأجمعه ضدي، لو قال لي العالم بأجمعه بأنك وهم، لو نكرني العالم أجمع لأنك صديقي... فذلك لا يهمني، أتعرف عندئذ سأدخل إلى غرفتي مثل ذلك الطفل المنبوذ من عائلته وأصدقائه، لكي أعيش مثله بأوهام وأصدقاء يخترعها هو ويصدقها ويعيشها... إني راض بهذا "الوهم" طالما وهمي هو أنت، ويا له من "وهم" زرع في قلبي فرح ورجاء وأحياني من جديد... إني راض به... أصدقائي سيكون الملائكة والقديسين الذين عاشوا قبلي هذا "الوهم" أصدقاء لا يجرحون ولا يخونون...
إلهي، لا اريد إلا انت، لا أريد إلا الأمور التي تتعلق بك، لا إريد إلا فرحك، لا أريد إلا سلامك...
إلهي، أشكرك لأنك تعيش معي قصة حب... ولي الرجاء بأنها ستكون من الأروع التي ستتداول بها البشرية يوماً ما، عندما يروون لأولادهم قصة حبي وحبك... وكم سيندهش الأولاد عندما يدركون كيف كانت النهاية سعيدة ورائعة وممجدة معك...
إلهي، ما أروعك، ما أجملك...
إلهي، أشكرك لأنك أحببتني، أنا الإنسان المصنوع من تراب... أشكرك...