الخوري إيلي أسعد
تأملات/ 2017-02-08
أمامَكَ أسجدُ ولكَ أقدّم الوزنات الخمس التي منحتني إيّاها: حواسي الخمس. باركها بنعمتكَ واجعلها آنيةً مختارةً تليقُ بخدمةِ وقارِكَ.
لكَ عينيَّ.عينان تشتاقان التأمّل بجمالِ بهائِكَ فلا تغرقان في مياه الكبرياء والإدّعاء. عينان ترغبان رؤية روعةِ خلقِكَ في أبناء رعيّتك. عينان تريدان التنبّه لحاجات أحبّائكَ فأسعى لتلبيتها من كنزِكَ الزاخر.
لكَ أنفي.آه! كم أرغبُ أن أحضنَ خرافكَ فأشتمَّ رائحة قداستها لأشجّعها وأقودها إلى ملكوتك العظيم وأميّز في الوقتِ ذاتِهِ رائحة خطيئتها وإثمها فأكون وسيلةً في يديكَ المقدّستين لتطهيرِها وتجديدِها.
لكَ أذنيَّ. أذنانِ تريدان الاصغاء لصوتَكَ وإرادتكَ من خلال كلمتِكَ وأنين أخوتِك هؤلاء الصغار المتألّمين والمنبوذين.
لكَ لساني. شهوةٌ اشتهى أن يتذوّق كلمتكَ التي هي " أحلى من العسل في فمي" (مز 119: 103) فتفتح بابَه ليخبر بمجدكَ. اسمعْ يا رب تنهداتهِ فهو يصرخ فيّ جوعًا وعطشًا إلى جسدِكَ ودمِكَ الأقدسَيْن.
لكَ يديَّ. يدان تنتظران بفارغ الصبر أن تحملا جسدكَ على مائدة المذبح وعلى مذبحِ الطريق حيث كثرٌ ينتظرون " لأعطيهم الطعام في حينه " ( لو12: 42)
كم رغبتي كبيرة أن أقول لكَ في الآخرة على مثال الخادم الأمين: "يَا سَيِّد، سَلَّمْتَنِي خَمْسَ وَزَنَات، وهـذِهِ خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخْرَى قَدْ رَبِحْتُهَا!" (مت 25: 20) فتقول لي: " يَا لَكَ عَبْدًا صَالِحًا وأَمِينًا! كُنْتَ أَمِينًا على القَليل، سَأُقِيمُكَ على الكَثِير: أُدْخْلْ إِلى فَرَحِ سَيِّدِكَ!" (متى 25: 21) فأدخُلُ بيتَك فأراكَ وجهًا لوجه. أَدخل بيتكَ فأكون رائحتكَ الطيّبة على مثال القدّيسين أفوح بها في العالم كلّه. أَدخلُ بيتَكَ فأسمع أجواق الملائكة يسبحونكَ فأنضمَّ إليهم. أَدخل بيتكَ فأنعم بما كنتُ أرنمّهُ : "ذوقوا وانظروا ما أطيبَ الربَّ" (مز 34: 9). أَدخلُ بيتَكَ فأسمع أصوات التصفيق وأرى يديكَ تستقبلانني لأنّكَ رضيتَ عنّي وقد أفنيتُ العمر في الخدمة.
آمين.