بيار مدوّر
مقالات/ 2021-03-04
هَلُمَّ أيها الراعي الشابّ إلى قَطيعِكَ المُنتظَر، أنطلياس.
هَلُمَّ إلى تلةِ قُرنةِ شهوان أسقفًا،
هَلُمَّ إلى رعاياك، تاجُكَ انتِظارُ الناس، جُبَّتُكَ أخاطَها الكهنوتُ عقدينِ ونيِّف، عصاكَ رِعاية على مِثالِ مَن هَمَسَ في قلبِكَ "إتبعني" ذاتَ يومٍ فَلَبّيت.
هَلُمَّ للجلوسِ على العَرشِ الأسقفيّ، وقبلَ الوصول إلى مذبَح كنيسة القدّيس يوسف في قرنة شهوان،
هَب لتلكَ الكابيلا الصامِتة إلتفاتةً وزيارة، حيثُ يغفو مثلّثو الرحمات، وانظُر بِصمتٍ إلى الإرثِ والمدرسة التي أثمَرَت لَنا إيّاكَ راعيًا صالِحًا.
أدخُل وَاستَلِم مِن سَلَفَيْك، مِن سُلالةِ الكِبارِ، رعايَةَ أبرشيّةِ الكِبَر والكِبار.
هَلُمَّ "نجمًا" يدُلُّنا إلى تَجسُّدِهِ هوَ في حياتنا اليوميّة الواقعيّة، تأتينا راعيًا في وقتٍ يُحتِّمُ علينا النظر إليكَ كالنّجمِ اللامعِ يدعونا للسجودِ أمام مذودِهِ هوَ، هَلُمَّ وَكُن بِحكمَةِ يوسُف حاملَ البشارة، في زنَّارِكَ أحمرَ الحُبّ الكميل الذي يبذُل حتى الموت كالرّاعي الأوّل. فبعدَ الحُبِّ الكَميل، كلُّ شيءٍ يبقى زَيْدان.
على مَشَارِفِ الربيع، أشرَقَت أمّنا الكنيسة بربيعٍ أسقفيّ. فهَلُمَّ...
فيما يُسلِمُ الشتاءُ عَصاهُ لآذار، يُسلِمُ اللهُ لرعايَتِكَ قطيعًا.
هلُمَّ بسلامٍ أيّها الأسقف الشاب إلى حيثُ بلغَ العددُ إلى الصفر وزارَ الإنتِظارُ حدَّهُ، إلى حيثُ الوفاء البنويّ، إلى حيثُ الروحانيّة النقيّة، الشفافيّة والإحتراف، إلى حيثُ مَعَكَ أيّها الراعي الصالح سنكون معًا لِبُنيانِ الكَنيسة، هَلُمَّ بِسلامٍ أيُها الراعي الشاب، وَلَكُم مِنّا أطيبَ التمنّيات والطاعة، وَمِنَ الله، الراعي الأوّلَ، العونَ واللهُ أمينٌ لوعودِهِ، هو الذي سمِعَ صراخَ شعبِهِ ودعاكَ اليومَ كما دعى الرعاةَ مِن موسى حَتى سَلَفِكَ المغفور لَهُ.
… إلى حيثُ يتصاعدُ بخورُ المباخِرِ صلاة، إلى حيثُ الإنسانُ صلاة، هلُمَّ بِسلامٍ يا سيّد قُرنة شهوان.