الخوري شربل الخرّاط
تأملات/ 2020-05-05
بالظروف يلّي عايِشَا ويلّي فِيَا عَمْ شوف قِدّامي الأزمات عَمْ بِتزيد، والوَجَع عَم يكبَر، وخَيِّي كِلّ ما إلو صليبو عَمْ يِتْأل، وبْصير أنا مكتفي بإنّو أعمل بَسّ مِتْل مَريم، ساكِت و"جالس" بالصَلاة عِند أقدام الربّ، وناطر إنّو الأُمور تِتحَسَّن والأَزمات تِمرُق، وخَيِّي صَليبو يِرجَع خَفِيف! بْكُون أَنا مشارك بصلب المسيح، وكأنّي بجْلوسي واقف بساحة قصر بيلاطس مع الجُموع يلّي عم تصرخ: "أصلبه اصلبه"، ووكأنّي بسكوتي كمان عَمْ زيد من تقل الصليب على كتاف المسيح.
بالواقع، لمّا بيكون لازم آخد موقف حتى حاول أعمل فرق بوقت أزمة، وبكتفي بإنو صلّي، بتكون صلاتي هُروب من الواقع الصعب. لأنّو بهيك وضع ما فيا تقتصر الصلاة على الإختلاء قدّام الربّ، الأنسب إنّو إختلي بالصّلاة أكيد، صلاتي يلّي هيّي وقفة ضمير بميّز خلالا على ضوء الربّ الموقف يلّي واجب عليّي آخدو حتّى لمّا خلوتي مع الربّ تخلص، كون عم كفّيا من خلال عملي ومواقفي حتّى حاول أعمل فرق بالواقع الصعب يلّي عم نعيشو.
لمّا قدّام واقع مؤلم بكتفي بتضواية شمعة، بدل ما قوم بِعَمَل ملموس حتى حاول ساهم بالحدّ من الألم. بتكون شمعتي عم بتزيد بشعلتا حدّة الألم. الأنسب احمل خيّي بالصلاة أكيد وضوّي شمعة على نيّتو، والأحسن حتّى كفّي معروفي وكون أنا بحياتو شمعة عم تفني من حالا حتّى تنوّر بشعلتا عتمة حياتو، وتدفّي بنارا برودة ألمو.
لمّا قدّام ألم خيّي بكتفي بإنّي إسمعلو من دون ما أعطي برهان ملموس عن رغبتي بالوقوف حدّو. بيكون سماعي لألمو أقسى من الإستخفاف بالألم ذاتو. سماعي لإلو واجب وضرورة، بس بيبقى عقيم إذا ما ترجمتو بخطوات عمليّة تفرجي إنّو أنا كمان بدّي كون القيرواني بحياتو.
لمّا قدّام جوع خيّي المخنوق من ضيقة الحياة، بكتفي بإنّو إتصدّق عليه بقرشين بالكاد يبلّلولو ريقو بشربة ميّ. بتكون شربة الميّ هيدي مرّة بعد أكتر من كلّ القساوة العايش فيا. مش أشرفلي شمّر عن زنودي وحطّ إيدي بإيدو حتّى عبّرلو عن إنّو صحيح في ضيقة بالحياة، بس في كمان أخوّة إنسانيّة ما في ضيقة بتوقف قدّاما.
بالواقع الصلاة والشمعة والإصغاء معي في كل حين، إنما يسوع الجوعان والبردان والحزين بخيّي مش باقي معي في كلّ حين، هوّ باقي معي إلى حين! خلّيني شوف كيف بدّي كون أنا معو بألَمُو حتّى بيوم من الإيّام إسمع الربّ عمّ بيقلّي: تعال يا مُبارك أبي، رِث الملكوت المُعدّ لك، لأنّي كنت مريضًا، وعريانًا وجوعانًا و... وأنت حملت معي ثقل صليبي، فعبرت به إلى الملكوت، هنيئًا لك عبورك.