المونسنيور روكز البرّاك
مقالات/ 2019-04-14
في أسبوعِ الآلامِ والقيامةِ، أسبوعِ الحبّ بامتياز، تعالوا معًا، نبحثُ عن الكنزِ الحقيقيّ الّذي غيّرَ الكوْنَ وقلبَ المقاييس. لأنّ هذا الكنزَ لا يفنى وعندَهُ وحدَهُ تجتمعُ قلوبنا، وله وحدَهُ كلُّ الاحترامِ والاجلالِ. ألمْ يقلِ المسيحُ بوضوحٍ "أكنُزوا لكم كنزًا في السماءِ لا يفنى، حيثُ لا يصلُ سارقٌ ولا يفسدُ سوسٌ. لأنّه حيثُ يكونُ كنزُكم يكونُ هناك قلبُكم" (لو 12/22-34).
يخبرُنا القدّيس متى في انجيلِهِ وبآيةٍ واحدةٍ عن مَثَلِ الكنزِ، فيقولُ: "يشبهُ ملكوتَ السماواتِ كنزًا مخفيًا في حقلٍ، وجدَهُ رجلٌ فخّبأَهُ، ومن فرحِهِ مضى فباعَ كلَّ شيءٍ له واشترى ذلك الحقلَ" (متى 13/44).
أجل، تعالَوا نبحثُ عن هذا الكنزِ، نفتّشُ عنه، نُسمِعهُ صوتَنا في هذا الأسبوعِ، عَلَّنا نجدُهُ.
تعالَوا أوّلاً نسهرُ في بستانِ الزيتونِ معه، نحاربُ النُعاسَ لنصليَ طوالَ اللّيلِ.
تعالَوا نسيرُ معهُ دربَ الصليبِ، فلا نهربُ خوفًا من بيلاطسَ ولا من هيرودسَ ولا من الأحبارِ ولا من رؤساءِ اليهودِ.
تعالَوا نَقِفُ عندَ أقدامِ الصليبِ مع مريم والمريمات ويوحنا الحبيب، نُصغي إلى ما يقولُ: "أغفِرْ لهم يا أبتاه لأنّهم لا يدرون ما يفعلون" (لو 23/34).
تعالَوا نبحثُ وراءَ جرحِ الجنبِ الّذي تدفَّقَ منه دمٌ وماءٌ، أجل، هناك وجدْنا الكنزَ، إنّه قلبُ إلهِنا، كنزٌ أسمى من كلِّ الكنوزِ.
كنزٌ يتفجّرُ حبًّا لا حدودَ له.
أمامَهُ تسقُطُ كلُّ الكنوزِ الزائلةِ من ملذّاتٍ وشهواتٍ وغيرِها، لأنّهُ قلبٌ ليس كبقيّةِ القلوبِ، إنّهُ الحنانُ الكاملُ، والصّدقُ الّذي لا يغشُّ. أجل قلبُ يسوع كنزُنا، ونحنُ وجدْناه وعلينا أن نفرحَ ونُهلِّلَ له.
ولكنّ المسيح كان يبحثُ عنّا أوّلاً، نحنُ البشرُ ككنزٍ له، فهو الّذي تركَ كلَّ شيءٍ وأعطانا قلبَهُ من على الصليب حُبًّا لنا "ما من حُبٍّ أعظمَ من هذا وهو أن يبذلَ الانسانُ نفسَهُ في سبيلِ أحبّائِهِ" (يو 15/13). شهادَتُنا في هذا العالمِ هي إعلانُ "القلب الأقدس" الكنزُ الّذي لا يزولُ. وعلى قلوبِنا أنْ تكونَ عند هذا الكنزِ يوميًّا "حيثُ يكونُ كنزُكُم يكونُ قلبُكُم". وصلاتُنا نردِّدُها " يا يسوعُ الوديعُ والمتواضعُ القلبِ، اجعل قلبَنا مثلَ قلبِك". متذكّرينَ ابتهالَ خوري "آرس": "أحبُّكَ يا إلهي ورغبتي الوحيدةُ هي أنْ أحبَّكَ إلى آخر نَفَسٍ من حياتي". آمين