صونيا السمراني
مقالات/ 2016-10-24
"إبادة الإنسان" كلمتان لَخَّصتا رأي البابا فرنسيس بالمُتَحَوِّلين جِنسيًّا تزامُنًا مع التطوّرات الأخيرة الّتي تَشهَدُها المدارس في الولايات المتحدّة الأميركية، الّتي تُعلِّم الأطفال مفاهيم خاطئة عن طبيعتِهم البشريّة.
"إنّهم يَستهدفون الأطفال، الأطفال!! يُقنعونَهم أنّ من حقِّهم اختيار جِنسهم البيولوجي ويملكون حريّةَ التصرّف بجسدهم"، هذا ما أكّده البابا فرنسيس، مشيرًا إلى خطورة انتشار هذه الأفكار في المجتمع، مُستندًا إلى قول سَلَفِهِ بندكتوس السادس عشر: "إنّه عَصرُ الخطيئة"!
يَدعَمُ الحَبر الأعظم التربية الجنسيّة الّتي تُعلِّم الطفل أن يُحِبَّ نفسه كما هو وليس تلك الّتي تعطيه السلطة لتغيير جسده: فالله هو من خَلَقَ جنسَين: إمرأة ورجل على صورته ومثاله. "بنى الربّ الإله الضلع الّتي أخذها من آدم إمرأة...لذلك يترك الرجل أباه وأمَّه ويَلتَصِق بإمرأته ويكونان جسدًا واحدًا" (تك 2)
وعندما يملك الإنسان القدرة على تحويلِ جِنسهِ يشوِّه بذلك صورة الله الخالق وبالتالي: "إلغاء صورة الله من الإنسان، بمعنى آخر إلغاء صورة الإنسان الّتي هي على مثال الله". وزاد على كلامه مشيرا إلى ارتباط الجنس بالـحمض النووي، ومهما حاول الإنسان تغييرَ مظهَرِهِ فلا يمكنه أن يعدّل حمضه النووي.
على خطٍ موازٍ يؤيّد بعض الأطباء رأي البابا فرنسيس، مؤكّدين أنّ رفض الجنس البيولوجي هو نابعٌ من أحداث واختبارات، غير مرتبطة بالتركيبة البيولوجيّة. من هنا، يُمسي التحوّل الجنسي" مرضًا نفسيًّا يظهرُ نتيجة أفكارٍ خاطئة عن نَظرة المريض لجسَدِهِ، وليس مرتبطًا بالمشاعر كما يَزعَمُ بعض المتحوّلين جنسيًّا.
فمن جِهّتِهِ، يَعتَبِر المُتحوِّل جنسيا أنّه محبوس داخل جسدٍ غريبٍ فرضه المجتمع من خلالِ توجيهاتٍ سُلوكيَّةٍ متعلّقة بالجنس، ويُمكِنُ تغييرُهُ من خلالِ تناول الهرمونات أم اللجوء إلى العمليّات التجميليّة.
في الختام، هذا ما خَلَقَهُ الله، جِنسَين مُختَلِفَين يتوحدّان بالحبّ فيه، ليصيرا جسدًا واحدًا على صورتِهِ ويُكمِّلا مسيرةَ الخلق. هذه هُويّتُنا البشريّة، أنّ نُحِبَّ بَعضُنا البعض على اختلافِنا. فرفض البابا لنظريّة "الجندر" لا يعني أنّ الكنيسة لا تحبّ الإنسان باختلافه. وهذا لا يعني أن الكنيسة لا تحبّ من فيهم الميول المثليّة أو التحوّلية، إنّما تحبّ الإنسان، وكلّ إنسان. وكان البابا قد ذكّر في أحاديث مختلفة أنّ الكنيسة تكره الخطيئة لكنّها تحبّ الخاطئ. وهي تدعو المجتمع ليرافق الضعيف نحو تخطّي ضعفه بدل أن تشرّعه له.