لوريت باحوط
مقالات/ 2016-10-18
كــــلّ فتاة تحلم بأن تكون أمًا .. تحلم بيوم اللّقاء منذ نعومة أظفارها، منذ تلك اللّحظة التي تتلقّى فيها دميتها الأولى فتغمرها السّعادة ولا تنفكّ تدلّل لعبتها الشقراء ذات العينين الزّرقاوين، وتغوص في بحرٍ من الأحلام...
وبمجرّد إحساس المرأة بأنها تحمل جنيناً في بطنها فإنّ الكون لا يتّسع فرحتها، فتحلم وتحلم باليوم الذي ستُغرقه فيه بوابلٍ من القبل.
تجدونها مشرقة، مَرِحة، مرتاحة وعاطفيّة!
في أحشائها روح ... في أحشائها جنينٌ تشعر بكلّ حركةٍ بسيطةٍ يقوم بها
يقاسمها الحياة
يميّز صوتها
يشعر بخوفها
يفرح لفرحها
يشاطرها الماء والغذاء
وهو أوّل من يسمع نبضات قلبها
فتزداد هيامًا به!
أكتبُ اليوم لأشارككم فرحتي بمولودي الأوّل الذي جعلني أدرك فعلًا معنى الحياة
ومعنى مجيئي إلى هذه الدنيا. كم أنا ممتنّة لأنّ الله أغدق عليّ بركته ونعمه وأوكل إليّ قيادة سفينة عائلتي إلى مرساه. وأكتب اليوم لأشكر كلّ الأمّهات والمربّيات اللّواتي يزيد احترامنا لهنّ حين نصبح بدورنا أمّهات وآباء.
الأمومة مشوارٌ ممتعٌ ولكنه لا ولن يخلو من الخوف والتّعب والدّهشة والفرح.
تشعرين بالخوف لأنك ستصطحبين مولودك الجديد معك إلى البيت. فكم هو صغير وكم أنت خائفة عليه ولا تعرفين جيّدًا كيفية الاعتناء به. فتسهرين قرب سريره وتحدّقين إليه وتسرحين بأفكارك... يُضنيك إرهاق أشهر الحمل وعدم القدرة على النوم. فهل تذكرين آخر مرّة غفوت فيها في سباتٍ عميق؟
تعتريك الدهشة أمام مشهدٍ يفوق الخيال. فها أنت تلمسين يده وفجأةً تشعرين بقبضة صغيرةٍ ناعمةٍ تتمسّك بإصبعك. وها هو يتوقّف عن البكاء حين تحملينه وتضعينه على صدرك فيغفو بين ذراعيك وهو يشعر بالأمان. ويغلبك الفرح حين يضحك لك لأوّل مرّة، أو حين تكون قهقهته معدية! فتبدئين بالضّحك له ومعه بصوتٍ عال والمرح ثالثكما! يغلبك الفرح عندما تدغدغ حواسك رائحة طفلك الجميل الذي ينظر إلى عينيك، فتتساءلين لهنيهةٍ تُرى ما الذي يخبّئه له المُستقبل؟ كما وتفرحين عندما ينام ملاكك الصغير على وقع صلواتك وأغنياتك الجميلة التي تحمل توقيعك!
هذه الرحلة الجميلة التي بدأت ستحمل الكثير والكثير من المغامرات في طيّاتها، وستجعل كلّ الحواس تستيقظ في داخِلكِ منذ اللّحظة الأولى لتكوني على أهبّة الاستعداد لأي طارئ.
وفي ختام مقالي، أطلب من الله ألّا يحرم أيّ عائلة من هذه النّعمة وأن يرحم جميع الأمّهات اللّواتي سبقننا إلى جواره. ويا والدة الله المباركة لكِ أقول: "يا امرأة هوذا ابنك" فاحفظيه واحميه واحفظي جميع أبنائنا وبناتنا. آمين