صونيا السمراني
مقالات/ 2016-10-03
كتبت الحربُ السوريّة روايةً، تلطّخت بالدماءِ وتزيّنت صفحاتها بدموعِ النازحين الّذين تهجّروا من بيوتهِم وأُجبِروا على مغادرة أرضِهِم خوفا من الموت. الهجرة غير الشرعية، إغلاق الحدود أمامهم... ظروفٌ منعتهم من بدِء حياة جديدة، وحبست البعض منهم في الماضي المظلم.
لكن ما لا يدركه الإرهاب ولا تفهمه الحرب، هو إيمانُ بعض النازحينَ الّذين أبصَروا النور في قلب الظلام من خلال المسيح، الّذي أعاد الأملَ الى قلوبهِم والبسمة الى وجوهِهِم.
على سبيل المثال، صرّحت مريم، وهي فتاة عراقيّة تبلع عشرة سنوات عبرَ وسائل الإعلام، عن إيمانها الكبير قائلةً: " يا رب، إغفر لداعش لإنه لا يعلم ما يفعل"؛ هي الجملة عينها الّتي قالها يسوع على الصليب :" يا أبتِ إِغفر لهم لأنهم لا يُدرِون ماذا يفعلون".
على خطًّ موازٍ ، حوّل Francesco Tuccio، وهو نحّاتٌ إيطالي، بقايا قوارب النازحين الّتي أودت بحياة الكثيرين الى صلبانٍ خشبيّة كي يقول لكلِ الناجين أنّ من خلّصك من هذا القارب المُميت هو يسوع على الصليب واليوم وُلِدتَ معه من جديد.
هذه الأعمال، تعيدُنا الى قصّةِ يونان الّذي عاشَ في جوفِ الحوت ورأى الحياة من جديد مع الرب كما يقول الكتاب المقدّس
: "وأمّا الرب فأَعَدَّ حوتاً عظيما ليَبتَلِعَ يونان فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ... وأمر الرب الحوت فقَذَفَ يونان الى البَر"(يو17:1؛10:2). هكذا هم الّذين عاشوا مرارة الحياة وذاقوا مُرَّ الإرهاب، عاشوا الجوعَ والفَقرَ والألم. وقاموا مع المسيح بعد الآلام.