صونيا السمراني
مقالات/ 2016-09-24
"ينعاد عليك، أفضل التمنيّات": كلامٌ جميلٌ جدًّا.
"الله يرحمو ويطوّل عمرك": ما أجملَ مساندة المحزون.
"ماما، شوما قلّك قليل... إنت أحلى إمّ بالعالم الله يخليلي إياك": ولدٌ عطوفٌ ومؤدَّب.
"يا يسوع إحفظ عائلتي وبعِّد عنّي كلّ شرّ": مؤمنٌ وصاحبُ ضميرٍ.
كم من مرّةٍ نشرنا هذه التعابير في صفحاتِنا عبرَ مواقع التواصل الاجتماعي. عددٌ لا يُحصى من التعليقاتِ نُساندُ من خلالِها أصدقاءَنا في أوقاتِ الفرحِ والحزنِ، ربّما كي نسمعَ كلمةً جميلةً مزيّفة تُشعرنا بأنّنا محبوبين. وما المُعيب في ذلك؟ "هيدا الدارج".
ليس من المُعيبِ أن نتواصلَ مع البشرِ بهذهٍ الطريقة.لكن لنعلم أنّ ما نفعُلُهُ ليس تواصلًا. فمن عايدَكَ على فيسبوك لم يدخل منزلك لأنه ليسَ قريبًا منكَ، ومن قَدَّمَ التعازي ولم يحضُر الجنازة لا يهتمُّ بحُزنِكَ ولا يريدُ مواساتِكَ...إنّها فقط مظاهرًاعتدناها غافلينَ أنَّها تقتُلُ التواصل المباشر. لكنَ الأكثر نقصًا هوالتحدّثَ مع الله من خلال الصور والتعليقات...
في مناسبةِ عيدِ مولد العذراء مريم، وَصَلَ عددُ المنشوراتِ على فيسبوك الى 64000منشورًا لتحتلَ المرتبة الأوّلى لهذا النهار. لا أعلم إن كان هذا الخبرُ مفرحاً أم مبكياً لكنّ الأهم في هذه القضيّة: كم بَلَغَ عددُ الأشخاص الّذين احتفلوا بالقدّاس ليلة العيد؟
عندما نخاطبُ يسوع في مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، يكونُ تواصُلِنا مع شاشةِ الحاسوب أم الجوّال. يسوع ليس محدودًا بزمانٍ لكنَّهُ يّسكُنُ في عالمٍ حقيقي متجسّد. إن لم تَنظُر إلى عينيه ولم تأكل جسدَهُ وتشرب دمهُ، فأنت يا صديقي عَبدًا لشاشةٍ منعتكَ من الحريةِ، وأبعدت عنك القداسة.