ميغال قنبر
تأملات/ 2017-01-15
وكم من مرّة أتينا على ذكر هذا النداء، أكان للفرح أو للعزاء. "
يا ربّ"! نداءٌ نكرره قبل كلّ طلبٍ، وتمنٍّ، وصلاة. نداءٌ لا ينتظر جوابًا ليقول ما لديه.
هو نداء الطبيب قبل إجراء الجراحة ، وتضرّع المريض لالتماس الشفاء.
هو نداء الراعي و كلّ من أوكلت إليهم الرعاية. فعند المصاعب وتفرّق القطيع تأتي نغمةٌ من مزمار راعٍ تعيدُ لمّ شمله فيسير من جديد نحو طرق المروج الخصبة.
هو نداءٌ يتخطى الإنسان، فتطلقه كلّ الكائنات. العصافيرُ بزقزقاتها، والورود بعطرها، والكرمةُ بعناقيدها. وبعد قطف العنب تمتلئ الأجاجين خمرًا، وتصدح مع أصوات التقاء الكؤوس صرخةُ أمل بموسم خصب آخر،"يا ربّ!"
ومع هبوب الريح، أو مرور نسيم عليل، مع الزرع والحصاد، مع الألم و الأمل، مع كلّ حالة إنسانيّة... صرخة واحدة تشفي "يا ربّ!"
نحتار بأمر هذا النداء. فهو الجوابُ في كلّ ظرف. فهو النداء الجواب وليس بالنداء الذي ينتظر الجواب. نحتار بأمره لأنه مسرح تناقضات. يطلقه الطبيب، والراعي، والكرمة، والنسيم العليل... آملين الحصول على جواب ممن هو نفسه الطبيب، والراعي، والكرمة، والنسيم العليل. هو نداءٌ لمن ينادينا. وهو طلبٌ لمن يستجب لنا. هو صلاةٌ لمن يتشفع بنا. هو التماسُ حضور من هو حاضرٌ بيننا.
فيا ربّ أعطنا أن نعيش التناقض وأن نسمع الجواب في ندائنا دون تكلّف وتزلّف. أعطنا أن نناديك دومًا "يا ربّ!"