صونيا السمراني
مقالات/ 2017-02-21
همومٌ ومشاكل عديدة تواجه مجتمعنا اليوم وتُغرقنا في دوّامة الجفاف الروحيّ. في وَسط مشاكل الحياة اليوميّة وصراع الإنسان مع ذاته للبقاء على قيد الحياة، وانهماكه بالعمل والعائلة والنشاطات الترفيهيّة. يُمسي الإيمان مستترًا، والممارسة الدينيّة عبئًا.
غالبًا ما تكون "الحجّة" أنّ الوقت غير كافٍ للذهاب إلى الكنيسة والمشاركة بالذبيحة الإلهيّة. فساعات العمل الطويلة تحتلّ نهارنا، لنعود إلى المنزل حاملين أجسادنا المُثقلة بالهموم والألم، ثم نأوى إلى الفراش فنتأمّل الجدران ساعاتٍ طويلة بينما تجول الأفكار في عقولنا منتظرين أن يغلبنا النُعاس وينقلنا إلى مدينة الأحلام حيث الحياة أجمل.
تمرّ الدقائق والساعات والأيّام والأشهر... وفجأة، يقف الزمان، وتعجز الساعة عن الدوران. تصمت الأفكار ويضطّرِب الجسد عندما يُتحوّل الّليل نهارًا وتُشرق شمس حياتي ويبدأ النهار الّذي يُذكّرني بنهايتي: عيد ميلادي. أنا أشيخ وسنوات عمري تمرّ وكأننني فاقد الوعي، لماذا أعيش؟ ماذا حقّقت في حياتي؟ ما الهدف من الإحتفال وأنا أشعر أنني في كل سنة أقترب من الموت خطوة وأحتفل بذلك؟!! أنا كالشجرة الّتي تتنفّس ولا تُثمِر.
في هذه اللّحظة، تُدرِك أنّ نهاية مسيرتك على الأرض إقتربت، وتنظر إلى نفسك فلا ترى سوى ضعفك البشريّ أمام قوّة الموت. عندها ستجد الوقت للصلاة وللنظر إلى السماء متسائلًا عن هويّة صاحبها. لا تخف ولا تتردّد بالعودة إلى والدك الرحيم الّذي حضن إبنه الضال، ورحم المُجرمين الّذين قتلوا إبنه على الصليب وسار مع إبراهيم إلى أرض الميعاد...فيتحوّل الجفاف الروحيّ إلى نبعٍ يُعطي لحياتك معنى ويحوّل موتك إلى نعمة.