صونيا السمراني
مقالات/ 2016-09-24
منذ نعومة أظافرنا، تحديدًا منذ أوّل رمشةِ عينٍ نرى وجوهاً عديدةً تتمتمُ لنا جملةً واحدةً لايزالُ صَداها يترددُ في آذانِنا حتّى السّاعة: "إسمع الكلمة!"
كلمةٌ، هي كلمةٌ واحدة تلاحِقُنا مدى الحياة. تتردّدُ مرارًا وتكرارًا كي نسمعها...نمشي وتمشي وراءَنا، نجري فتسبقُنا، نختبئُ فنراها بإنتظارِنا هناك. نخافُ منها، نضطهِدُها نهابُها تشعرنا أنّنا ضعفاءَ مُنهزِمين مُكَبَّلين... هذه الأحاسيسُ كافة تضعَنا أمام أسئلةٍ عديدة: ما هوية هذه الكلمة؟ ما ميزاتُها؟
قد يقولُ البعض أنّها عبارة رائعة لدرجةٍ لا يمكنُ تطبيقُها، وقد يعتبرُ البعض الآخر أنّها كلامٌ ضاعَ في الهواءِ عبرَ التاريخ. لكن اليوم لم يعُد للتساؤلِ وجود، وارتبطت هذه العبارة الّتاريخية بحاضِرِنا عبر أُمٍّ عاشت بسببِ "الكلمة"
"أنا عطشان" كلمتان كانتا كافيتين للأُمّ تيريزا كي تتحوّل حياتَها من راهبةٍ عاديةٍ الى قديسّةٍ تربّعت على عرشِ القداسة في ملكوتِ الله . كلمتان، أوصلتا للعالمِ صوتَ يسوع المسيح القائل على الصليب "أنا عطشان"
عندما تسمعُ آذانَنا الكلمةَ تكونُ مجرّدَ "كلامٍ" نسمعُهُ كما نسمع أصواتَ الطبيعة والموسيقى... ولكن عندما يصغي قلبُنا الى الكلمةِ يسمع: "الكلمةُ صار جسداً وحلَّ فينا!"