"من مستحيل إلى اللا مستحيل"؟!

"من مستحيل إلى اللا مستحيل"؟!

في يوم من الأيام، جلست في الكنيسة أمام الصليب أصرخ قائلاً:

ما أصعب الأمانة وما أسهل الخيانة.

ما أصعب الإلتزام وما أسهل التخلّف.

ما أصعب الإستيقاظ وما أسهل النوم.

ما اصعب عيش الحب وما أسهل عيش الحقد والإنتقام.

ما أصعب المحافظة على الفرح وما أسهل ديمومة الألم.

ما أصعب النسيان وما أسهل التذكّر.

ما أصعب السماء وما أسهل الأرض.

ما أصعب النور وما أسهل الظلام.

ما أصعب النعمة وما أسهل الخطيئة.

ما أصعب... وما أسهل...

فعلّمني يا إلهي أن أجعل من الصعب "لا مستحيل".

علمني أن أكون من فئة المجاهدين.

نعم، يا إلهي أنت إله تجعل من المستحيل...سهل ... لأنك إله اللامستحيل...

خذ حياتي التي إمتلأت من المستحيلات.

هبني روحك القدوس، ليباركني ويهبني النعم، عندئذٍ أحمل صيلبي وانطلق صوبك متأملاً بقبر قيامتي الذي سيكون فارغ، وليس بصرخات جلجلتي ومسامير صليبي.

إلهي ها أنذا آت... 

قد تطول مسيرتي قليلاً ليس لأن هناك أعداء لمسيرتي، كلا، لقد قضيت عليهم جميعهم.

ولكن هناك عدو كبير، ينزفني، يدفنني من حين إلى آخر، يطرحني كالميت على طريق الجلجلة، هذا العدو هو "أنا"... كبريائي، أنانيتي، مصلحتي،... يا ربّ سأدخل في معركة عنيفة معه...قد أخسر بعض المعارك أثناء مواجهته... ولكن أعدك بأنني لن أخسر الحرب...

من أين لي هذه الثقة ؟ّ! كيف لا يكون لي هذه الثقة وأنا ألواثق بأنني "قوي بالذي يقويني"...أنت ترسي في المعركة... وحبك بلسم جروحاتي...

إلهي... ها أنذا آت... إنتظرني...

وأنا خارج من الكنيسة، وإذ بصوت يصرخ في داخلي، يغمر قلبي، قائلاً: "سامر ها أنذا معك، طول الأيام، لن اتعب ولن أمل من إنتظارك، فلا تتعب من كثرة المحاولات، ولا تمل من كثرة الفشل".

فنظرت خلفي، مبتسماً، قائلاً للمصلوب: لن أقبل أن أرتاح إلا بين يديك.