وجهٌ محا وجهَه

وجهٌ محا وجهَه

في زمنٍ تتزاحمُ فيه الرؤوسُ وتتصارع طمعًا بالمناصبِ والمكاسِب، حتى ولو أتى ذلك على حساب خراب صيتِ الانسان أو إلغائِه. في عالمٍ "ورشٍ" ضائع، حيت يلطم هذا ذاك، ويلدعُ ذاك تلك، فيسقطُ من يسقط ليبقى من يبقى. في عالم الطواويس وحبّ الظهور، يأتي من يمحي ذاتَه ليوجّهَ العالم إلى حامل خطاياه فيقول:"هذا هو حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم". (يو 1: 29)


إنّه الوجه الذي محا وجهه ليطلّ وجه المخلص. انه "الزعيم" الذي لم يَسكر بالعظمة ليُطلّ المسيح الفادي. إنه المتواضع الذي قال:"لا أستحق ان أحلَّ سيرَ حذائه" (يو 1: 27) ليظهر الإبن الحبيب الذي عنه رضي الله الآب. إنه إبنُ العجائب، "أعظم مواليد النساء" (لو 7: 27)، ساكنَ البراري في الأردن، إنّه يوحنا المعمدان، وجهٌ محا وجهه ليكونَ الدنح للثالوثِ الأقدس.

لنسمع صوتَه اليوم ينادي في عمقِ صحراء حياتِنا ومدى براري مشاريعِنا، في ساحاتنا وطرقاتنا رافعًا صوتَه عبر منابرنا وهواتفنا وشاشاتنا ليقول:"أعدّوا طريقَ الرّب". (أش 40: 3)