البابا فرنسيس: أدعوكم لعيش يوم عالمي للصلاة والصوم من أجل لبنان

البابا فرنسيس: أدعوكم لعيش يوم عالمي للصلاة والصوم من أجل لبنان

فتحت الفاتيكان أبوابها من جديد أمام المؤمنين ليشاركوا بحضورهم في اللقاء العام نهار الأربعاء 2 أيلول 2020، وضمّ الحضور ما يقارب الـ300 مؤمِن ومؤمنة، ومن بينهم مجموعة كهنة موارنة من المدرسة المارونيّة في روما.

لفت نظر البابا فرنسيس علم لبنان الذي كان يحمله المُرسل اللبناني الأب جورج بريدي، فكسر حاجز التباعُد الإجتماعي واقترب وقبَّل العلم اللبناني بينما كان الأب جورج ينادي "شكرًا لَكَ بابا فرنسيس".

في ختام اللقاء العام، وبعد التبشير الملائكي، طلب البابا من الأب جورج أن يقترب حاملًا العلم اللبناني، فصلّى البابا فرنسيس من أجل لبنان وشعبه، حاملاً العلم بين يديه.


نضع بين أيديكم ما قاله البابا فرنسيس:

" أيها الإخوة والأخوات الأعزّاء،

بعد شهر من المأساة التي عصفت بمدينة بيروت، ما زلتُ أفكّر في لبنان الحبيب وسكّانه الذين يجتازون محنة كبيرة. وقد حمل معه هذا الكاهن الحاضر معنا هنا، علمَ لبنان إلى هذه المقابلة العامّة.

وكما قال القدّيس يوحنا بولس الثاني قبل ثلاثين عامًا في لحظة حاسمة من تاريخ البلاد، أكرّر اليوم أيضًا: "إنّنا ندرك، إزاء المآسي المتكرّرة التي يعرفها كلّ من سكّان هذه الأرض، الخطرَ الشديد الذي يهدّد وجود البلد ذاته: لا يمكن التخلّي عن لبنان في وِحدته" (رسالة رسولية إلى جميع أساقفة الكنيسة الكاثوليكية حول الوضع في لبنان، 7 أيلول/سبتمبر 1989).

لقد كان لبنان، لأكثر من مائة عام، بلد الرجاء. حتى في أحلك فترات تاريخه، حافظ اللبنانيون على إيمانهم بالله وأظهروا القدرة على جعل أرضهم مكانًا فريدًا للتسامح والاحترام والتعايش في المنطقة. إن التأكيد على أن لبنان يمثّل ما هو أكثر من بلد، هو حقيقيّ بالتمام: "هو رسالة حريّة ومثال تعدّديّة للشرق كما للغرب!". من أجل خير البلد لا بل خير العالم أيضًا، لا يمكننا أن نسمح بفقدان هذا التراث.

إنّي أشجع جميع اللبنانيين على الثبات في رجائهم واستعادة القوّة والطاقات اللازمة للانطلاق من جديد. أطلب من السياسيّين والقادة الدينيّين أن يعملوا بجدّية وشفافية على إعادة الإعمار، ويتخلّوا عن المصالح الحزبيّة، ويتطلّعوا إلى الخير العام ومستقبل الأمّة. كما أجدّد دعوتي إلى المجتمع الدولي كي يدعم البلد لمساعدته على الخروج من الأزمة الخطيرة، دون إشراكه في التوتّرات الإقليمية.

أتوجّه بشكل خاص إلى سكّان بيروت الذين يقاسون بشدّة نتيجة الانفجار: تشجّعوا أيها الإخوة! ليكن الإيمان والصلاة قوّتكم! لا تتخلّوا عن بيوتكم وتراثكم. لا تُسقِطوا حلم الذين آمنوا بمستقبل بلد جميل ومزدهر.

أعزّائي الرعاة، أساقفة، وكهنة، ومكرّسين، ومكرّسات، وعلمانيّين، ثابِروا في مرافقة المؤمنين. أطلب منكم أيها الأساقفة والكهنة، غيرةً رسوليةً؛ أطلب منكم الفقرَ، دون أيّ ترف، بل الفقر، مع شعبكم الذي يتألّم. كونوا أنتم مثالًا للفقر والتواضع. ساعدوا مؤمنيكم وشعبكم على النهوض وعلى أن يكونوا أبطالَ ولادة جديدة؛ التزموا جميعًا بالعمل على تحقيق التوافق والتجديد باسم المصلحة المشتركة، وثقافة اللقاء الحقيقية، والعيش المشترك والسلام والأخوّة. هذه الكلمة الغالية على قلب القدّيس فرنسيس: الأخوّة. وعسى أن يكون هذا التوافق تجديدًا ضمن المصلحة المشتركة. فعلى هذا الأساس، يمكن ضمان استمرارية الوجود المسيحيّ ومساهمتكم القيّمة للبلد والعالم العربي والمنطقة بأسرها، بروحٍ من الأخوّة بين جميع الطوائف الموجودة في لبنان.

ولذا أودّ أن أدعو الجميع إلى عيش يوم عالميّ للصلاة والصوم من أجل لبنان يوم الجمعة المقبل، 4 أيلول / سبتمبر. إني أنوي إرسال أحد ممثّليَّ إلى لبنان في ذلك اليوم كي يرافق الشعب: سيذهب باسمي أمين سرّ الكرسي الرسولي كي يعبّر عن قربي وتضامني. لنقدّم صلاتنا من أجل كلّ لبنان ومن أجل بيروت. إننا قريبون أيضًا من خلال أعمال محبّة ملموسة، كما هو الحال في مناسبات أخرى مماثلة. أدعو أيضًا الإخوة والأخوات من الطوائف الأخرى للانضمام إلى هذه المبادرة بالطرق التي يرونها مناسبة، ولكن كلّنا سويّا.

وأطلب منكم الآن أن نعهد بمخاوفنا وآمالنا إلى مريم، سيّدة حريصا. ولتكن هي سندًا لجميع الذين يبكون أحبّائهم ولتعطي الشجاعة لكلّ مَن فقد منزله وفقد معه جزءًا من حياته! ولتتشفع أمام الربّ يسوع كي تُزهِر أرضُ الأرز من جديد وتنشر رائحة العيش معًا في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط."


في الختام، لطالما كان للبنان مكانة مميّزة في قلب البابا فرنسيس وفي قلب الكنيسة جمعاء. والدعوة اليوم تأتي من قلب الكنيسة لقلب كلّ مؤمن، إنّها الدعوة لنصلّي ولنصوم من أجل وطننا الحبيب لبنان.

نضع بين أيديكم صلاة "خلِّص شعبك" التي صدرت عن أبرشيّة أنطلياس المارونيّة لكي نصلّيها معًا ملبّين دعوة البابا فرنسيس.

للحصول على الصلاة، أنقر هنا.