الفساد: سرطان العصر بحسب فكر البابا فرنسيس

الفساد: سرطان العصر بحسب فكر البابا فرنسيس

مقدّمة: 

-السؤال الأوّل: ما هو الفساد؟ بعض الصوَر والتشابيه 

الفساد ومكافحته هو حديثنا وخبزنا اليومي في المجتمع اللبناني، فما الحاجة إلى موضوعٍ يتطرّق إلى تلك الآفة الخطيرة التي يعتبرها البابا فرنسيس "شرّ عصرنا"؟ نتطرّق في الكثير من الأحيان في مجتمعاتنا إلى أعمال الفساد ولا نذهب إلى جذر كلّ فساد اجتماعي أي إلى القلب الفاسد. يقول البابا فرنسيس: "كلّ فسادٍ اجتماعي وأخلاقي ليس إلّا نتيجة القلب الفاسد، القلب غير القادر على المحبة". لنذهب إلى العمق، إلى القلب أي إلى الكنز "فحيث يكون كنزك هناك أيضًا يكون قلبكَ" (مت 6: 21). 

-السؤال الثاني الذي يمكن أن يُطرح: لماذا التعمّق بموضوع الفساد بحسب فكر البابا فرنسيس؟ 

سنة 2005، عندما كان الكاردينال خورخي برغوليو رئيس أساقفة بيونس آيرس، كتب كتابًا بعنوان "الشفاء من الفساد" باللغة الاسبانيّة ثمّ تُرجم الكتاب إلى الإيطالية سنة 2013 عندما أصبح أسقف روما. يتميّز هذا الكتاب باستعمال البابا الطريقة الاستقرائيّة أو الاستنباطيّة التي تتألفّ من ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى: هي النظر إلى واقع الفساد كتلميذٍ للمسيح. المرحلة الثانية: هي التمييز على ضوء كلمة الله حالات ومظاهر الفساد التي تحيط بالإنسان وتهدّده بإغراءاتها. والمرحلة الثالثة: الفعل أو اقتراح أفعال تطبيقيّة وواقعيّة للشفاء من الفساد. عندما نقرأ هذا الكتاب أو عظات البابا أثناء حبريّته عن الفساد نشعر وكأنّه يتكلّم على واقعنا اللبناني اليوم. نحسُّ بهذا لأنّه يمكن أنّ تتغيّر العلاماتُ والمظاهرُ الخارجيّة للفساد من بلدٍ إلى آخر، لكن جذره وعمقه يبقى نفسه لا يتغيّر في قلب الإنسان.

1- بعض الصور والتشابيه لفهم ماهيّة الفساد

-من المؤكّد أن الفساد مرتبط بعبوديّة الأنا التي تتجلّى بأعمال فاسدة في الحياة الاجتماعية، السياسيّة، الاقتصاديّة، الكنسيّة وغيرها. تتجلّى في البحث أوّلًا وآخرًا عن المصلحة الشخصيّة والتي تسبّب فساد المجتمع (كلمة فساد من الفعل فَسُدَ) ولكنّ البابا يتجنّب إعطاء تحديد دقيق للفساد نظرًا لتشعباته وتجذّره في قلب الإنسان ويفضّل استخدام أسلوب الصور والتشبيه لمساعدة المؤمنين على فهم ماهيّته. لنتأمّل بأربعٍ منها: 

- الصورة الأولى: يقول البابا أنّ الفاسد يستحق درجة الدكتوراه الفخرية وعن كلّ جدارة في اختصاص التجميل الاجتماعي cosmétique sociale. الفاسد هو إنسانٌ يحاول بطريقةٍ احترافيّة إخفاء فساده وعاداته السيئة عن أعين الآخرين من خلال اللعب على الأسلوب ليكون كلامه مقبولًا اجتماعيًّا. 

- الصورة الثانية: كما للطعام الفاسد رائحة، يعتبر البابا فرنسيس أن للفساد رائحةَ نتانةٍ وعفونةٍ، فالفساد لا يمكن أن يبقى مخفيًا إلى الأبد. في السياق نفسه، يشبّه البابا فرنسيس الفساد برائحة الفم: الشخص الفاسد لا يلاحظ حالة الفساد التي يعيشها كما رائحة فمه الكريهة أمّا الآخرون القريبون منهم، فيلاحظون ذلك ويجب أن يشيروا إليهم. 

- الصورة الثالثة: يشبّه البابا فرنسيس الفساد بالسرطان الذي يجب أن نعمل معًا لمحاربته لأنه يفسد حياتنا. الفساد طريق موت لأنّه عندما تموت الحياة، هناك يعشعش الفساد.

- الصورة الرابعة: الفساد يخدّر الإنسان ويجعله غيرَ واعٍ على ما يدور حوله وكأنّه يعيش على كوكبٍ آخر. يحاول الشعب إيقاظه من خلال المطالبة بحقوقه ولكن عبثًا، حتّى الله يحاول من خلال بعض أحداث الحياة أن يوقظه (أزمة اجتماعيّة، أزمة اقتصاديّة، موت إنسان قريب منه). أحيانًا تنجح المحاولة فالله قادر على كلّ شيء، وأحيانًا لا تنجح بسبب قساوة قلب الفاسد وعماه الداخلي. 

من خلال تلك الصور، نلاحظ إنّ الفساد ليس مجرّد فعلاً، بل هو حالة شخصية واجتماعية اعتاد المرء على العيش فيها. والفساد على درجاتٍ، فكلّما انزلق الإنسان فيه، أصبحَ الخروج منه صعْبًا. 

2- ما هو الفرق بين الخطيئة والفساد؟ 

- صحيح أن هنالك ارتباط وثيق ومباشر بين حالة الفساد وحالة الخطيئة فالطريق إلى الفساد يمرُّ دائمًا بالخطيئة ولكن هناك تمايزًا بينهما. 

- الخطيئة تقودُ إلى الفساد ليس كمًّا (أي بكميّة الخطايا المرتكبة) بل نوعًا أي بنوعيّة الخطايا التي تسبّب الرذائل والعادات السيّئة والتي تحدّ من القدرة على المحبّة. ما يقود الإنسان إلى الفساد هو العمى الروحي الذي يُترجَمُ باستبدال الله بالأنا وبقوّتها، أي بالاكتفاء الذاتي. لذلك، يدعونا البابا فرنسيس إلى عدم التواطؤ اليومي مع الخطيئة لأنّ التواطؤ يقودُنا إلى الفساد. 

- ليس كل خاطئ هو فاسد ولكن كلّ إنسانٍ فاسدٍ هو خاطئ انزلق في مسار الفساد لأنّه فضّل الظلمة على النور في حياته. 

- كيف نميّز الخاطئ من الفاسد؟ الخاطئ منفتح على رحمة الله (كزكّا العشّار، متى الرسول، المرأة السامرية، لصُ اليمين) أمّا الفاسد فهو غير منفتح على تلك الرحمة لأنه ممتلئ من ذاته وهو ليس بحاجة لا إلى الله ولا إلى رحمته.

3- علامات الفساد في قلب الإنسان انطلاقًا من مثل الغني الجاهل (لو 12: 16-21)

- العلامة الأولى: هي الانحلال Immanence والتمسّك الأعمى بالأمور الأرضيّة الذي هو عكس الارتقاء والتسامي Transcendence نحو الأمور الإلهيّة. يقول البابا فرنسيس أنّه في عمق كل فساد هناك سَئَم، إلغاء وتعب من الارتقاء والتسامي (نحو الأمور الالهيّة).

- العلامة الثانية: هي الغرق في رغبة في إشباع الذات الاكتفاء الذاتي. هناك تناقض في قلب الفاسد: هناك اكتفاء بالذات وفي الوقت نفسه هو غير مكتفٍ بما لديه بل يريد أكثر لأنّه عبد لفساده وخطاياه. الفاسد هو إنسان مكتفٍ بذاته لدرجة أنه لا يسمح لأحد (الله) أو لشيء (الموت) باستجوابه أو لمسِ قلبه. الفاسد يرفض كلّ تساؤل وكل انتقاد، فكل إنسانٍ أو مؤسسة تنتقد فساده يحاول القضاء عليها. هو يفضّل البقاء في الفساد حتّى لو على حساب كل شيء، كرامته وكرامة الآخرين وحتّى حياتهم.

- العلامة الثالثة: يعتبر الفاسد نفسه من الأذكياء والحكماء ولكنّه غبي وجاهل بحسب منطق السماء، لأنّه فضّل مجد الأرض القابل للفساد على مجد الله غير القابل للفساد. 

4- إستراتيجيّة الفاسد (ما يفعله الفساد في قلب الإنسان)

- الخطوة الأولى: إخفاء الفساد والاكتفاء الذاتي (الامتلاء من الذات). يقع الإنسان في الفساد فيحاول بكلّ الطرق إخفاءَه (لذلك لقّب يسوع الكتبة والفريسيّين بالقبور المكلّسة). كلمّا غرق الإنسان في الاكتفاء الذاتي والفساد، يصبح الفسادُ متأصّلًا فيه، ويمتلكُ ثقافةً ونظامًا متطوّرًا من أجل تغطية الرذائل التي فعلها. حتّى لو سارت الأمور بشكل خاطئ بالنسبة إلى الفاسد، فهو يحاول أن يعطي اعذارًا مقبولة اجتماعيًّا (تغيير رأيه) لتغطية فساده (حب الجاه أو الرغبة بالتسلّط) وتخطي هذا الفشل. 

- الخطوة الثانية: المقارنة للحكم على الآخرين. الاكتفاء الذاتي يجعل الفاسد يقتنع أنّه أفضل من الآخرين: "أنا لست مثله..."، فيعتبر نفسه مقياسًا للعمل الأخلاقي الصحيح والجيّد. لذلك يستعمل البابا فرنسيس أسلوب التشبيه والمقارنة: يحتاج الشخص الفاسد دائمًا إلى مقارنة نفسه بالآخرين الذين يبدون متماسكين مع حياتهم الخاصة أو غير متناسقين لتغطية عدم تناسقه الخاص ولتبرير موقفه. ويقول أيضًا في هذا السياق: "ما هي العلامة النموذجية للفاسد؟ هي الطريقة التي يبرّر بها نفسه." تختلف الطرق لتبرير نفسه من خلال المقارنة بالآخرين، فليجأ أحيانًا للمبالغة (كاريكاتور) والتطرّف أو يلجأ أحيانًا أخرى لمزج وخلط الحقيقة بالكذب والواقع بالمظهر. 

الخطوة الثالثة: الوقاحة العلنيّة. ينتقل الفاسد من دينونة الآخرين إلى الوقاحة العلنيّة فيفقد الحياء الذي يحرس ويصون الحقيقة والخير. قلة الحياء تجعله يعطي دروسًا بكلّ وقاحة بأمور يفقدها كالشفافيّة ومكافحة الفساد. 

- الخطوة الرابعة: الشعور بالانتصار (الانتصار المزيّف). عندما يرى أنّ كلّ شيء على ما يرام بالنسبة له ولا يستطيع أحد محاسبته أو إيقافه، يثق الفاسد بنفسه أكثر فأكثر. من هنا نفهم لماذا ليس لدى الفاسد أي رجاء أو رغبة بالتوبة: لأنه منتصر لا يعي لخطاياه ولفساده. 

- الخطوة الخامسة: اقتناص الآخرين لتبنّي فساده. يحاول الفاسد جعل الآخرين ينتقلون إلى مقياس نصره، فلا يسمح لهم بالنمو بالحريّة فهو لا يعرف معنى المحبّة، الأخوّة ولا الصداقة. في مقياس الفاسد هناك نوعان من الناس: المتواطئ أو العدو. عندما يمارس الشخص الفاسد السلطة، فإنه يحاول بكلّ الطرق اشراك الآخرين في فساده. الخطيئة معدية أمّا الفساد ففيه اقتناص للآخر. 

5- تأمل في بعض أشكال الفساد التي واجهها يسوع في عصره

أوّلًا: على المستوى الفردي: 

- في العهد القديم: 

أ- الملك سليمان: لقد وقع الملك سليمان في الفساد لأنّه ترك العهد مع الله من خلال السعي للسلام مع قادة الشعوب المجاورة عن طريق زواجه ببناتهم. لم يبق قلب سليمان أمينًا لله، مثل قلب داود أبيه. ما الفرق بين داود وابنه سليمان بالنسبة للبابا فرنسيس؟ كان داود خاطئا أما سليمان فوقع في الفساد.  

ب- الرجلان اللذان شهدا ضد نابوت اليزرعيلي (الذي يكان يحاول الحفاظ على كرمه أمام طمع آحاب الملك) من خلال قبولهما الرشوة وساهما في قتل رجل بريء (1 مل 21: 4-16). الرشوة هي علامة المجمع الفاسد.

- في العهد الجديد: 

أ - هيرودس الكبير وهيروديّا: اللذان تجلّى فسادهما في قطع رأس يوحنا المعمودان.  

ب- يهوذا الإسخريوطي: الذي باع المسيح بثلاثين من الفضّة.

ج- بيلاطس البنطي: فضّل المساومة على حقيقة براءة يسوع (غسل يديه) من أجل المحافظة على سلطته بأيّ ثمن واستمرار التصاقه بالسلطة الفاسدة. 

د- حننيا وسفيرة اللذان حاولا الكذب على بطرس والروح القدس في موضوع سعر الحقل (أع 5)

ثانيًا: على المستوى الجماعي: 

- في زمن يسوع، هناك أيضًا مجموعات من الفاسدين أبرزها، جماعة الفريسيين الذين سعوا للتوصّل إلى عقيدة تبرّر فسادهم أو تغطيه (لاسيّما من خلال المطالبة بالتمسّك الحرفي بتطبيق الشريعة). ظهر فسادهم أيضًا من خلال احتقارهم للخطأة وبعدهم عن الناس ومحاولة القضاء على كلّ من يهدّد سلطتهم وصورتهم. أوليس الخوف من خسارة السلطة ورضى الشعب هو سبب من أسباب قرار الفريسيين بصلب يسوع؟ 

 هذه الجماعات هي الأكثر بُعْداً عن الخطأة والناس (أو حتّى عِداءً لهم). يعتبرون ويعلنون أنفسهم أنقياء من خلال سلوكهم الخاطئ، وينصِّبون أنفسهم قادة.

6- أشكال الفساد التي يمكن أن تطال المكرّسين: الدنيويّة الروحيّة

- يظهر الفساد في حياة المكرّسين بعدّة أوجه وفي حالات اعتياديّة يوميّة يسمّيها البابا فرنسيس الدنيويّة الروحيّة. هذا المفهوم الذي أخذه البابا من كتاب عن سرّ الكنيسة للّاهوتي الفرنسي هنري دو لوباك تعني "الوثنيّة في عباءة كنسيّة" أي فساد بمظهر حسن. بما أنّها مرتبطة بالتماس المظهر، فلا ترافقها دائمًا خطايا عامة، بل ظاهريًّا يبدو كلّ شيء قويمًا. يتحدث البابا فرنسيس في الارشاد الرسولي فرح الانجيل في الأعداد 93-97 عن الدنيويّة الروحيّة: "الدنيويّة الروحيّة التي تختبئ وراء مظاهر تديّن أو حتّى حبّ الكنيسة، تقوم على البحث عن المجد البشري والرفاهيّة الشخصيّة بدلًا من مجد الرب. يبحثون عما هو لأنفسهم لا عمَّا هو للمسيح". في الدنيويّة الروحية، لا يعود يسوع أو الآخرون هم محور الاهتمام بل الأنا ومظاهرها. 

- يذكر البابا بعض العلامة التي تدلّ على غرق المكرّسين في الدنيويّة الروحيّة. لنتوقّف على بعضٍ منها: 

- العلامة الأولى: سعي المكرّس الدائم للرضا في الحالة التي يجد فيها نفسه (رضى ذاته، مهني، نظرة الناس وتقديرهم له). يحاول هذا المكرّس تجنّب المشاكل وكلّ ما يهدّد راحته المزيّفة. يخاف من مفاجآت الروح القدس في حياته والتي تدفعه للرسالة في أماكن جديدة فهو يفضّل دائمًا الأقلّ الذي يبدو أكثر واقعيّة.  يقع هذا المكرّس في الكسل والخمول الروحي اللذين هما شكلان من أشكال الفساد الروحي. إذا طُلب منه أمر جديد لا يتناسب مع مصلحته وراحته يرفض ويقاومه دائمًا. 

- العلامة الثانية: اتهام الآخرين. يقول العدد 97 من فرح الانجيل: "من سقط في هذه الدنيويّة يتطلّع من علُ ومن بعيد؛ إنه يرفض نصيحة الإخوة، ويقصي من يبادره بطلب، ويركّز باستمرار على أخطاء الآخرين ويستحوذ عليه المظهر. لا يعرف شيئًا عن خطاياه الشخصيّة ولا ينفتح حقًّا على الغفران فهو لا يتعلم من خطاياه وليس منفتحًا حقًا على المغفرة. فهو قد يتقدّم إلى سرّ التوبة، لكنه يظلُّ محتفظًا في قلبه بالاعتقاد بأن هذا الكلام ليس موجّهًا إليه بل إلى الآخرين الذين هم مخطئون ويجب أن يتغيروا. إنّه لفساد هائل تحت ظاهر الخير. إذا حاول أحد توجيه ملاحظة له أو تقديم مساعدة تكون ردّة الفعل قويّةً والمقاومةُ كبيرةً". 

- العلامة الثالثة: تحوُّل الغاية إلى وسيلة والوسيلة إلى غاية. تتجلّى هذه العلامة في قولِ البابا فرنسيس: "اعتناءٌ متباهٍ بالليترجيّا والعقيدة وبجاه الكنيسة لكن دون أن يشغل البال نفاذٌ حقيقيٌّ للإنجيل في شعب الله وفي حاجات التاريخ الحسيّة" (فرح الانجيل عدد 95). 

- العلامة الرابعة: البحث الدائم عن مكاسب إجتماعيّة وسياسيّة أو عن مجد باطل مرتبط بإدارة شؤون عمليّة أو في جاذبيّة نحو ديناميكيّات التقدير الذاتي أو التحقيق الذاتي المرجع. يمكن أيضًا أن تتخذ عدّة أشكال منها التظاهر بالتزام حياة اجتماعيّة حافلة أو بذهنيّة مدير الاعمال الوظيفيّة المسؤول عن إحصاءات وتخطيطات وتقديرات حيث المستفيد الأساسيّ ليس شعب الله بل الكنيسة كمنظمة. كلّ هذه السمات التي تخفي الدنيويّة الروحيّة، ليس فيها حماس إنجيلي بل التلذّذ المزيّف الذي يولّده الرضى الشخصي المركّز على الذات (فرح الانجيل 95).

7- حلول للخروج من سرطان الفساد

- توبة فرديّة وجماعيّة تقومُ في فحض ضمير دائم. 

- العودة إلى كلمة الله كمقياس ومرآة لحياتنا. 

- الشفافيّة والصدق ورفض كلّ أنواع الرشوة. 

- يقظة وانفتاح القلب على عمل الروح القدس. 

- الرجاء بأن الكلمة النهائيّة ليست للفساد. الله هو سيّد التاريخ ومن يترجّى الله لا يخيّب. 

- المحبة الفرديّة والاجتماعيّة. 

خاتمة: 

في الارشاد الرسولي فرح الانجيل يعطي البابا فرنسيس أربعةَ مبادئ لإحلالِ السّلام الاجتماعي. تلك المبادئ نفسها تساهم بحسب رأيه في الخروج من الفساد: 

- المبدأ الأوّل: الزمن أسمى من المساحة، أي العمل على إنشاء مسارات للنموّ، ديناميّات ومساحات للمشاركة في السلطة (لا سيّما مشاركة الشباب) والتوقّف عن الرغبة في السيطرة على كلّ مساحات السلطة (كما يفعل السياسيّون الفاسدون). 

- المبدأ الثاني: الوحدة تتفوّق على النزاع، أي من خلال البحث عن الوحدة والتضامن في قلب الاختلافات لبناء الوطن وعدم التركيز الدائم على النزاعات ونقاط الخلاف. 

- المبدأ الثالث: الواقع أهم من الفكرة، أي التوقف عن طرح المثاليّات والأفكار المفصولة عن الواقع بل السماح للواقع أن ينير تفكيرنا فيصبح تجسديًّا يغيّر الواقع إلى الأفضل. 

- المبدأ الرابع: الكلّ أسمى من الجزء. فالكلّ ليس مجرّد مجموع الأجزاء (الوطن ليس مجموع الطوائف). على الجميع البحث عن الخير العام الذي يحمي الوطن من خطر الشموليّة (الغاء أهميّة الأفراد) أو التجزئة العقيمة. 


لمشاهدة الحلقة التاسعة من برنامج "أرِنا خلاصك" مع الخوري إيلي أيعد يمكنكم الضغط على الرابط التالي:

أرنا خلاصك - الحلقة التاسعة