إليكَ، يا يسوع صلاتي يومَ اكتمالِ كهنوتي

إليكَ، يا يسوع صلاتي يومَ اكتمالِ كهنوتي

صلاة لمثلّث الرحمة المطران يوسف بشارة في مناسبة سيامته الأسقفيّة

إليكَ، يا يسوع، صلاتي يومَ اكتمالِ كهنوتي:

... ولِمَا اختَرتَنِي، يا ربّ، أنا الضعيف، أنا الفقير، أنا الجندي المجهول، الطائع لمشيئتك ومشيئة الرؤساء، وقد أردتُ حياتي للخدمةِ الصامتة، ولا مِنَّة، وللعطاء السخيّ؟

لا أعلم، وأجهلُ سبب إرادتك.

لكنّي آتٍ لأعمل مشئتك.

أحببتُ خِدمَةَ بيتِكَ.

أحببتُكَ لِي مُعلِّمًا وسَيِّدًا.

وأحببتُ أُمَّكَ مَريَم، وأخذتُها لِي أُمًّا. هَبنِي، يا ربّ، أبدًا تَواضُعَ القَلبِ في عَمَلي الرَسُوليّ، وروحَ الطاعَةِ للكَنِيسةِ الجامِعَة.

هَبنِي في عَنصَرَتِكَ، وقَد أَصبَحُ لَكَ في مصافّ الاثني عَشَر، هَبني رُوحَ العَنصَرَة، رُوحَ التَجديد والتحديث في كَنيسَتِكَ، وقَد ثَقُلَت عَلَيها أَعباءُ العَصرِ المَشحُونِ مِن مَحاذير.

وَهَبنِي يا ربّ، إلى ذلك، قوَّة الرَوح المُحيي، فأنبُذَ الانحِراف والتخاذُلَ والتفرِقَةَ واللامُبالاة، وأَعيشَ دائمًا في كَنيسَتِي المارونيَّة بِولاءٍ مُطلَق، وإيمانٍ فاعِل، ونَماءٍ إليها إيجابيّ، ورَجاءٍ لا يُقهَر، رائيًا لها التطلُّعات والمُرتَجَيات والتطوّر والتنظيم، بِرُوحِ الإنجيل، فتُجازي بذلك نهضَةَ جيلٍ توّاقٍ إلى كُلِّ جَديد، دينًا وعِلمًا وفِكرًا.

ويا يسوع، ها أنذا بين يديك، خادِمًا لا سيِّدًا، خادِمًا يَعمَل. لا يأبهُ للتاج! وعملي بات لي رُوحانيَّتِي الوحيدة، بل هو حياتي، وما بالَيتُ عُمري، بتعبٍ أو ملال. عملي هو كهنُوتي ورِسالتي وسَعادَتِي، اهتداءً بإنجيلِكَ المُقدَّس.

ولا أجهلُ، يا سيِّدي، ما ينتظِرُنِي مِن صِعاب، في أبرشيَّتِي المُرهَقَة الحَزينَة. (...)

عَلَيكَ تَوَكَّلتُ، وأتَّكِل.

لأنتَ نُوري وَسَبيلي.

أنتَ حِكمَتِي وحُبّي.

أنتَ وَحدَكَ الغَنيُّ والقويُّ والحَكيمُ، يا سيِّد.

إذا كُنتَ بِحاجةٍ لِفَقيرٍ أو ضَعيفٍ أو مُجاذِف، فها أنذا بين يَدَيك، لأعمل مشيئتك.

آمين.

في بكركي، أحد العنصرة 18 أيّار 1986.