"تذوب نفسي إلى ديارالربّ": شعب الله في زمن الحجر

"تذوب نفسي إلى ديارالربّ": شعب الله في زمن الحجر

نعيش حالةً روحيّة ليتورجيّة فريدة لم نعشها من قبل بسبب الإجراءات والتدابير الوقائية المفروضة لتفادي إنتشار وباء الكورونا. إلتزمنا المنازل طيلة زمن الصوم وأسبوع الآلام حتى القيامة. وكما يبدو، فإنّ التعبئة العامّة ستستمرّ فيما يخصّ أماكن العبادة حتى 7 حزيران الذي يقع فيه أحد الثالوث الأقدس وكأنّ الثالوث بنفسه يتهيأ ليستقبلنا في ذلك اليوم في عودتنا التوّاقة الى كنائسنا وقداديسنا. صلاتنا المريميّة طيلة شهر أيّار ستكون أيضًا في مخادعنا "نصلّي فيها للآب في الخفية" (مت 6/6) وفي ختامه، أي في 31 أيّار، سينزل علينا الروح القدس، روح العنصرة، هذه السنة كما نزل على الرسل، في عليّة كلِّ واحدٍ منّا فيملأ كلّ بيوتنا (أع 2/2).

موضوع بحثنا يطرح سؤالاً يتشعب بإتجاهَين: هل هي حقًا فريدة هذه الحالة التي نعيشها؟ ألا نجد في الكتاب المقدّس تدابير مماثلة ألزمت شعبَ الله بأن يعيش حجرًا وبُعدًا عن أماكن عبادته وصلواته الجماعيّة؟

1. في موضوع الحجر: 

نقرأ في الكتاب المقدّس أنّ الله، حين يُريد أن يتكلم مع شعبه، كان يدعوه الى الصحراء أو الى أماكن مغلقة كسفينة نوح أو عليّة العنصرة. هناك روايات بيبليّة عديدة عن الحجر تتميّز جميعها بأنها فترة زمنيّة تنتهي بفتح الآفاق الى إنطلاقةٍ جديدة أو الى خلقٍ جديد.  

في رواية سفينة نوح (تك 7) يدعو الله نوحًا وأولاده كي يلتزموا الحجر حتى تمرّ مأساة الفيضان التي عمّت الأرض من جرّاء خطيئة الإنسان. وفي ليلة الفصح (خر 12)، يدعو الله شعبه كي يلتزم المنازل جاعلاً دمّ الحمل الفصحيّ على قوائم أبواب بيوتهم حيث يجنبّهم بمروره من الضربة العاشرة أي مقتل أبكار بني مصر. والخلاص في الحالتَين يمرّ بالحجر إنما فاعله فهو الله. عند نوح بأمرٍ منه حتى في تفاصيل بناء السفينة، وفي الخروج، هو دم الحمل الذي يؤمّن لهم الخلاص. وفي كلتَي الحالتَين، يخرجُ شعب الله الى وجودٍ جديدٍ، الى حقيقةٍ جديدة، الى حياةٍ مُتجدّدة مع الله مؤسَّسَةٍ على عهد الحبّ الخلاصيّ وعلى أمانة الله الذي لا تخيّب. في رواية نوحٍ، تنطلق البشريّة من جديد في رحلة تكوين شعبٍ بيبليّ يقوده إبراهيم (تك 12)، وفي ليلة الفصح، يتحرَرُ العبرانيّون من عبوديّة المصريين ويخرجون بقيادة موسى خليطًا (خر 12/37) يتنظّمون في الصحراء ويصيرون شعبًا كي يبدأوا مرحلة جديدة بعد الحجر الأربعيني الصحراويّ في أرضِ معادٍ تاقوا الى العيش من جديدٍ فيها بعد إنقطاع قسريّ كما نتوق نحن اليوم للعودة الى كنائسنا وإجتماعاتنا ولقاءاتنا.   

الصحراء أو البريّة في الكتاب المقدس هي مكان التجربة حيث يختبر الإنسان هشاشته ومحدوديّة إمكانياته. الصحراء هو المكان حيث لا تنفعنا مقتنياتنا بشيء. نحن اليوم نمرّ في هذه التجربة الصحراويّة. متفاجئون غير مصدّقين لما يحدث لنا. لقد اعتدنا على حياةٍ منّظمةٍ بحسب جدولِ أعمالٍ يوميّ، كلُّ نشاطٍ معروفٌ مسبقًا. كنا نعتقد بأننا قادرون وليس لقوّتنا من حدود. وبغفلة من الزمن كل شيء تغيّر واختلطت علينا أفكارنا النرسيسيّة وانقلبت مشاريعنا رأسًا على عقب فبَدَونا لا نعرف ماذا يجري، عاجزين عن أيِّ أمرٍ إلا الإختباء. أصبحنا مُلزمين بإعادة النظر بكلِّ شيء: حياتنا العائليّة، لقاءاتنا مع الآخرين، الأنظمة التي تسيّر شؤوننا السياسيّة، الإجتماعيّة، الإقتصاديّة، الصحيّة... حرية تنقلاتنا أصبحت مُقيّدة دون أن ننسى طبعًا أولئك الذين هم أول الضحايا للفيروس التاجيّ والذين يهتمون بهم في المستشفيات.

ولكن في الصحراء أيضًا، إكتشف الشعب إلهًا رافقهم وأمدَّهم بكل وسائل العيش في وسط الأزمات والتجارب: المنّ للغذاء اليوميّ والماء المتفجّر من الصخر (خر 16-17). فتحوّل مكان التجربة الى مكان العهد والخلق الجديد والتوبة. هكذا كان يقول النبي هوشع عن زوجته: "لِذلكَ هاءَنَذا أَستَغْويها وآتي بِها إِلى البَرِّيَّةِ وأُخاطِبُ قَلبَها ومِن هُناكَ أَرُدُّ إِلَيها كُرومَها" (هو 2/ 16-17). ونحن أيضًا مدعوون اليوم لأن نعيش هذه البريّة لنكتشف ما هو حيويّ لإستمراريّة حياتنا فنتخلّى عن أسرابٍ كنا نعتقدها أساسيّة لذهابنا وإيابنا.  

زمن الإقامة في الصحراء يفتح لنا سبيلاً للتأمّل بما تفرضه توجيهات منّظمة الصحّة العالميّة من حجر نسمّيه أربعيني  la quarantaine. لقد قضى الشعب في البريّة أربعين سنة. هذا الوقت المُلزِم لإتمام توبةٍ حقيقيّة والإستعداد للدخول الى العالم الجديد يلتقي أيضًا مع هذا الفرض الزمني الصحّي، 40 يومًا. هذا التدبير، بحسب مؤرّخة علم الطبّ Eugenia Tognotti الأستاذة في جامعة ساساري في سردينيا ليس قديمًا، فقد تمّ وضعه لمواجهة الطاعون عام 1377 في دوبروفنيك - كرواتيا [1] (وفيها أقدم صيدليّة في أوروبا أسسها الرهبان الفرنسيسكان سنة 1360 ولا زالت الى يوم تبيع دواء مصنوعًا بحسب الطريقة القديمة).  لماذا حُدِّدت فترةُ العلاج والحجر بأربعين يومًا وليس بثلاثين أو خمسين؟ تقول Tognotti: "الأربعون يوماً هو الوقت اللازم لتبديد الأوبئة الطاعونيّة القاتلة من الأجساد". وتعتبرُ أنّ هذه المدّة لا يمكن أن تجد جذورَها إلاّ في الكتاب المقدّس.

لقد عاش موسى 120 سنة بحسب تث 34/ 7 مقسّمةً على ثلاث مراحل أربعينيّة: أربعون سنة في البلاط الفرعونيّ تنشّأ فيها على الحكمة المصريّة (كما قال إسطفانس قبل إستشهداه في أع 7/ 23: "ولَمَّا تَمَّ لَهُ مِنَ العُمْرِ أَرْبَعُونَ سَنَة، خَطَرَ لَهُ أَنْ يَتَفَقَّدَ إِخْوَتَهُ بَنِي إِسْرَائِيل")، أربعون سنة في أرض الغربة عند مِدَين يعيش شوق اللقاء بإخوته ("فَهَرَبَ مُوسَى عِنْدَ هـذَا الكَلام، وصَارَ غَريبًا فِي أَرْضِ مِدْيَن، وهُنَاكَ وَلَدَ ابْنَين ولَمَّا تَمَّتْ أَرْبَعُونَ سَنَة، تَرَاءَى لَهُ مَلاكٌ في بَرِّيَّةِ جَبَلِ سِينَاء، في لَهَبِ عُلَّيقَةٍ مُشْتَعِلَة"،أع 7/ 29-30)، وأربعون سنة في الصحراء مع بني قومه يختبر أمانة الذي كشف له عن إسمه "أَنا هو مَن هو" (عد 14/ 33). ويونان النبيّ أعطى أربعين يومًا لسكان نينوى ليتوبوا عن خطاياهم، قبل الدمار (يون 3/ 4). أربعون هو  عدد التنشئة، عدد الشوق والإنتظار، عدد الإختبار وأحيانًا يكون عددَ العقاب... ماذا لو سمحنا للكتاب المقدّس أن يُلهمَنا طريقةً للتفكير في "أزمة الحجر" التي نعيشها؟ 

2. في موضوع البُعد عن الكنيسة:

ندخل في الأسبوع السادس من إقفال كنائسنا تنفيذًا لتوجيهات السلطتَين المدنيّة والكنسيّة للحدّ من إنتشار الكورونا. هي أسابيع طويلة تميّزت بالوجع والشوق والوعي. إنه وجع الجوع الى التقارب الروحيّ بعكس التباعد الإجتماعيّ: لقاء مع الثالوث من خلال السرّ الإفخارستي ولقاء مع الجماعة في سرّ الإلتزام بالأُخوّة الإنسانيّة. والشوق لعيش الإيمان في قلب الجماعة الداعمة للبنيان الذاتي اللاهوتيّ والروحيّ. أمّا الوعي فهو لحقيقة غنى ما سلّمنا المسيح من أسرارٍ كنّا قد تعوّدنا عليها ولم نعد نرى فيها إلاّ حضورًا روتينيًّا بتنا اليوم نقدّره ونحلم بعيشه بالعمق الواجب والإلتزام الصحيح المثمر والشاهد.  

يلفُّ كنائسَنا الصمت... فلا ضحكات الفتيان والفرسان تصدح في ساحاتها، ولا ضجّة الأطفال تشوّش على صلواتها، ولا قرع أجراسها يصدح داعيًا المؤمنين الى القدّاس. إنه زمن الصمت! زمنٌ يُشبه ما عاشه شعب الكتاب المقدّس خلال السبيّ ونسمع صداه في سفر دانيال: "ولَيسَ لنا في هذا الزَّمانِ رَئيس ولا نبِيٌّ ولا قائِد ولا مُحرَقَةٌ ولا ذَبيحَةٌ ولا تَقدِمَةٌ ولا بَخور ولا مَكانٌ لِتَقْريبِ البَواكيرِ أَمامَكَ ولِنَيلِ رَحَمَتِكَ ولكِنِ إقبَلْنا لإنسِحاقِ نُفوسِنا وتَواضُعَ أَرْواحِنا" (دا 3/38-39). نختبر اليوم سبيًّا مماثلاً، ونحن بعيدون عن أحبّاءٍ لنا، بعيدون عن مطارح رعويّة تجمعنا، بعيدون عن جماعاتنا وخاصةً بعيدون عن قدّاسنا وتناولنا لجسد ودمّ الربّ. 

لكن في السبيّ أيضًا، كما كان الحال في الصحراء، كانت دعوة الأنبياء مزدوجة صارخةً في نفوس المسبيين. أولاً،كي لا يُضَيّعوا الفرصة بإنتاج وإتّباع نمطٍ روحيّ جديدٍ يتناسب مع الأزمة التي يمرّون بها. السبيّ هو زمن إندثار الهويّة الوطنيّة الذي سبّبه دمار الهيكل، مكان اللقاء مع الله الخالق والمخلّص. فلا مكان للصلاة والتقادم بعد الآن. ما العمل إذًا؟ هل إنتصر الأعداء إنتصارًا نهائيًّا؟ هل اللهُ لا يزال في وسطنا؟ سؤالٌ  يخترق كلّ المراحل التأسيسيّة لشعب الله. وجواب الأنبياء هو أنّ الله لا يزال يعمل في شعبه وما السبيّ إلا مناسبة لعيش الإيمان بطريقة روحيّة قلبيّة إنطلاقًا من "روحنة" الشريعة intériorisation de la loi. من هذا المنطلق يمكننا أن نفهم معنى كلام النبيّ هوشع: "إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ اللهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ" (هو 6/ 6)، والنبيّ دانيال:  "ولكِنِ إقبَلْنا لِانسِحاقِ نُفوسِنا وتَواضُعِ أَرْواحِنا. كمُحرَقاتِ الكِباشِ والثِّيران ورِبْواتِ الحُمْلانِ السِّمان. فلْتَكُنْ هكذا ذَبيحَتُنا اليَومَ أَمامَكَ حَتَّى تُرضِيَكَ ولْنَسِرْ وَراءَكَ حَتَّى النِّهاية فإِنَّه لا خِزْيَ لِلمُتَوَكِّلينَ علَيكَ. والآنَ فإِنَّنا نَتْبَعُكَ بِكُلِّ قُلوبِنا ونَتَّقيكَ ونَبتَغي وَجهَكَ" (دا 3/ 39-41). فالهيكل على أهميته لن تكون نهايتُه نهايةَ الإيمان بالله لأن الله يُعبد بالروح والحق كما قال المسيح للسامريّة عندما سألته عن المكان الذي يُسجد فيه للآب فأجابها: "صَدِّقِينِي، يَا امْرَأَة. تَأْتِي سَاعَةٌ، فِيهَا تَسْجُدُونَ لِلآب، لا في هـذَا الـجَبَل، ولا في أُورَشَلِيم... وهِيَ الآن، فِيهَا السَّاجِدُونَ الـحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ والـحَقّ. فَعَلى مِثَالِ هـؤُلاءِ يُريدُ الآبُ السَّاجِدينَ لَهُ. أَللهُ رُوح، وعَلى السَّاجِدِينَ لَهُ أَنْ يَسْجُدُوا بِالرُّوحِ والـحَقّ " (يو 4/ 21-24).

من هنا، فإنّ بُعدنا عن كنائسنا في زمن الكورونا ليس النهاية بل هو مناسبة لنا لعيش الإيمان القلبيّ ولوعي أهميّة أسرارِنا ورِتَبِنا ولتهيئة نفوسنا كي نعودَ الى طقوسنا بشوقٍ مُنّور يدفعنا الى الإلتزام الفعليّ والحقيقيّ بما نؤمن، مُدركين أنّ القداسة تكمن في تقليص المسافة أو الهوّة بين الإيمان والعيش (بين العيش والإيمان لا "تباعد إجتماعي"، بل تلاصق ! حبذا لو يُعدي إيمانُنا أفعالَنا). ومع النبي دانيال أيضًا نصرخ من أعماق أفئدتنا: "نجّنا بتجديد آياتك فينا" (3/ 43)، وندرك أنه عندما يتباطأُ إيقاع وجودنا بظروفٍ فُرِضت علينا، فإن قلوبنا على استعداد لإعادة اكتشاف حضورٍ إلهيٍّ إنتهى بنا الأمر بأن لا نلحظه إلاّ بطريقة روتينيّة سطحيّة وفي أغلب المرّات فريسيّة. إنه حضور الله الذي لا يتخلّى عنا أبدًا. 

وثانيًّا، ينبّه الأنبياءُ شعبَهم المسبيّ بأن يحافظوا على إيمانهم ولا "يلوّثوه" بمعتقداتٍ وثنيّة بعد أن إستوطنوا بابل المدينة المتمّردة على الله كما يوحي إسم ملكها نمرود (تك 10/ 10) وبرجها (تك 11) واستقبالها للشيطان (رؤ 18/ 2). هذا التنبيه يترافق مع دعوةٍ للثبات في الرجاء فالربُّ أمين على وعوده ولا ينظر الى أفعالنا الشريرة بل سيحقّقُ خلاصه لنا كما قال للنبيّ زكريا: "هكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: إِنَّ مُدُني ستَعودُ تَفيضُ خَيرًا والرَّبَّ سيَعودُ يُعَزي صِهْيونَ ويَخْتارُ أُورَشَليم" (زك 1/ 17). 

هذه الدعوة النبويّة يتردّد صداها فيما نعيشه نحن اليوم. غيابُنا عن كنائسنا وطقوسنا يجب أن يكون مناسبةً لمزيد من التعمّق والبحث اللاهوتيّ. فلا نزيدُ فراغًا على فراغ، ولا نلوّث إيماننا بمعتقداتٍ "روحيّة" مفخّخة متذَكّرين كلام بولس لتلميذه طيموتاوس: "أَمَّا الخُرافاتُ الدُّنيَوِيَّةُ وما فيها مِن حَكاياتِ العَجائِز، فأَعرِضْ عَنها ورَوِّضْ نَفْسَكَ على التَّقْوى" ( 1 طيم 4/ 7).  بل لنفتح كتابَنا المقدّس لأن الله يتكلم فيه معنا ونرنم مع صاحب المزامير شوقَنا اليه:"تَشْتاقُ وتَذوبُ نَفْسي إِلى دِيارِ الرَّبّ ويُهَلِّلُ قَلْبي وجِسْمي لِلإِلهِ الحَيّ... إِنَّ يَومًا في دَيارِكَ خَيرٌ من ألفٍ كما أَشاء والوُقوفَ في عَتَبَةِ بَيتِ إِلهي خَيرٌ مِنَ السُّكْنى في خِيامِ الأشْرار" (مز 84).

وأُنهي كلامي بالقول: إذا كنّا نتألّم لأننا لا نستطيع الذهاب الى الكنيسة، فلنعرفْ أنه يوجد اليوم في العالم 150 مليون مسيحيّ لا يمكنهم الذهاب الى كنائسهم، ليس بسبب الكورونا، بل بسبب الإضطهادات الدينيّة ضدهم. فلنرفع ألمنا للربّ من أجلهم، مشاركينهم ما يتحمّلون من عذابات ومصلّين للربّ حتى ينّجيهم وينّجينا.


لمشاهدة الحلقة الأولى من برنامج "أرِنا خلاصك" مع الخوري بول ناهض يمكنكم الضغط على الرابط التالي:

أرنا خلاصك - الحلقة الأولى 

المراجع:
[1] Eugenia Tognotti, Historical Review, Lessons from the History of Quarantine, from Plague to Influenza, EID Journal, Volume 19, Number 2, February 2013.