لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا

لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا

لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا وأنا لستُ متصالحًا مع ذاتي لكي أستطيع أن أحصل على الخلاص لبيتي: 

"فوَقـَـفَ زَكـَّـا فقالَ لِلرَّب: " يا ربّ، ها إنـِّي أُعطي الفـُقـَراءَ نِصفَ أموالي، وإذا كـُـنـتُ قد ظـَلـَمتُ أحداً شَيئاً، أرُدُّهُ علـيهِ أربَعة أضعاف". فقالَ يسوعُ فيه: " اليومَ حصَـلَ الخَلاصُ لهذا البيت، فهوَ أيضاً ابنُ إبراهيم. لأنَّ ابنَ الإنسانِ جاءَ ليَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخلـِّصَهُ " (لو 19 / 8 – 10).

لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا وأنا لا أزال عبدًا لضعفي الذي يجعلني أرزح تحت خطيئتي، بل سأتّكل على النّعمة الإلهيّة التي تُحرّرني وتُقوّيني لمواجهة تجارب الحياة وتحدّياتها.

لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا وأنا لا أزال متّكلًا على عقلي الذي يجعلني أخضع لمنطق العالم وحساباته، بل سأسلّم ذاتي للمشيئة الإلهيّة التي تُقوّي إيماني وتُثبّت رجائي وتُنمي محبتي.

لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا وأنا لا أزال خاضعًا لأهوائي وغرائزي وشهواتي التي تجعلني أخسر ذاتي، بل سأملأ قلبي بالحبّ الإلهي الذي يغمر وجودي ويقدِّسُ حواسي.

لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا وأنا لا أزال متقلبًا في خياراتي وقراراتي ومزاجي التي تجعلني أستنزف طاقاتي ومواهبي، بل سأثبت في الكرمة الحقّ – يسوع المسيح الذي يختارني ويقيمني لأحمل الثمار المرجوّة.

 

لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا وأنا لست متصالحًا مع قريبي لكي أستطيع أن أقدِّم القربان إلى الربّ: 

"فإن كـُنتَ تـُقدِّمُ قـُربانـَكَ إلى المَذبَح، وتذكـَّرتَ هُناكَ أنَّ لأخيكَ شيئًا عَلـَيك، فـَدَع قـُربانـَكَ هُـناكَ أمامَ المَذبَح، واذهَب أوَّلاً وصالِح أخاك، وحينئذٍ عُـد وقـَـدِّم قـُربانـَـك " (متى 5 / 23 – 24).

لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا وأنا لا أزال متمسكًا بأنانيّتي التي تجعلني أنغلق على ذاتي وأسعى للحصول على كلّ شيء، بل سأنفتح على الآخر وأتشارك معه الأمور الحياتيّة.

لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا وأنا لا أزال متعلّقًا بكبريائي الذي يجعلني غريبًا عن ذاتي وأعمل من أجل مصلحتي الشخصيّة، بل سأتواضع نحو الآخر وأتساوى معه في الإنسانيّة.

لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا وأنا لا أزال سجينًا لحقدي الذي يجعلني أفقدُ سلامي وطمأنينتي وفرحي بل سأسامح الآخر وأتصالح معه في الأخوّة.

لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا وأنا لا أزال رهينًا لأحكامي المسبقة التي تجعلني أدين الآخر وأزدريه، بل سأنقّي تفكيري بالآخر وأكتشف حقيقته.

 

لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا وأنا لستُ متصالحًا مع ربّي لكي أستطيع أن أدخل إلى بيت أبي:

"أقومُ وأمضي إلى أبي وأقولُ لَهُ: يا أبي، خَطئتُ إلى السَّماءِ وأمامَكَ. ولا أستحِقُّ بَعدُ أن أدعى لكَ ابنًا. فاجعَلني كأحَدِ أجرائكَ!... فقال الأب لعبيدِه: أسرِعوا واخرِجوا أفخَرَ حُلَّةٍ وألبِسوهُ، واجَعَلوا في يَدِهِ خاتَمًا، وفي رِجلَيهِ حِذاء، وَاتوا بِالعِجلِ المُسمَّنِ واذبَحوه، ولنأكُل ونتنعَّم! " (لو 15 / 18 – 19؛ 22 – 23)

لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا وأنا لا أزال منتظرًا تلبية طلباتي ورغباتي ممّا يجعلني أشترط العلاقة مع الربّ بل سأدرك أنَّ الربّ لا يعطيني ما أطلب إنَّما يعطيني ذاته :  Dieu ne donne pas, Dieu se donne

لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا وأنا لا أزال ضعيفًا في إيماني ممّا يجعلني جافًّا في علاقتي مع الربّ، بل سأسمح للروح القدس أن يصلّي فيَّ ويُنعش حياتي الروحيّة.

لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا وأنا لا أزال باردًا في سماع كلمة الله في الرسالة والإنجيل ممّا يجعلني جاهلًا في معرفة الله، بل سأليِّنُ قلبي لكي أصغي بعمق لكلمة الحياة. 

لن أعود إلى الكنيسة بعد كورونا وأنا لا أزال مستلشِئًا بمناولة القربان المقدَّس ممّا يجعلني بعيدًا عن التشبّه بالمسيح، بل سأُغذّي فيَّ العشق القرباني والرغبة في تناوله حتّى التّماهي به.