"لَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا" (مت 1/ 19)

"لَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا" (مت 1/ 19)

يتميّز القدّيس يوسف بصفاتٍ عديدة ظهرت بشكلٍ مباشر في الكتاب المقدّس. هو المعروف بـ"الرجل الصامت" لكنّ دوره كان صارخًا في حياة يسوع. سنعرض ثلاث صفات تُظهر برّ القدّيس يوسف:

 الصفة الأولى هي الإهتمام بخير الآخر. البار هو الذي يحترم الإنسان الآخر، ويحافظ على سمعته الحسنة، ويمتنع عن التشهير به. وهذه الصفة تعكس وجهًا من أوجه رحمة الله الّذي لا يريد هلاك أحد، بل خلاص الجميع، وهو يريدُ الحياة والحياة كاملةً لكلِّ إنسان، ويريد أن نعيش الفرح والفرح كاملًا، كما علّمنا يسوع.

إذن الوجه الأوّل للبرّ عند يوسف هو الإهتمام بالآخر والحفاظ عليه، والسهر على خيره وخلاصه كما أنّ الآب السماوي يسهر علينا. يعلّمنا المسيح أنّ الآب يسهر حتّى على أصغر المخلوقات، كعصافير السماء. 

 الصفة الثانية هي صفاء القلب. وبما أنّ قلبه كان صافيًا لا غشّ فيه، كان يعكس بوضوح إيحاءات الله وإرادته. ما الملاك الذي كان يخاطبه إلّا حضور الله؟ الله يخاطب الإنسان في قلبه، في اللّاوعي، في الحلم. كيان يوسف بكليّته صافٍ يعكس وجه الله. وهذه هي ميزة ثانية من ميزات القدّيس يوسف البار. 

 الصفة الثالثة هي استعداده الدائم ليفعل بحسب ما يأمر الله، بحسب كلام الملاك له. لذلك يقول النص: "عندما استيقظ من النوم فعل كما أمره ملاك الله" (مت1/ 24). هذه هي الصورة التي يرسمها لنا الإنجيل المقدّس في كلّ النصوص التي يذكر فيها القدّيس يوسف. 

 يدعونا القديس يوسف إلى التمثّل به، فلا نسمحنّ لأنفسنا بتشويه سمعة القريب، وعندما يساورنا الشك فلنطلب الإستنارة من الله كي ندرك حقيقة الأمور ولا نستسلم إلى ما لا يتآلف مع صفات البرّ.