كَسر الكلمة - العهد القديم -45- الأحد الخامس عشر من زمن العنصرة

كَسر الكلمة - العهد القديم -45- الأحد الخامس عشر من زمن العنصرة

الأحد الخامس عشر من زمن العنصرة
سفر ميخا: 7 / 7 – 9 + 18 - 20
7 أَمَّا أَنا فأَتَرَقَّبُ الرَّبّ وأَجعَلُ رَجائي في إِلهِ خَلاصي فيَسمَعُني إِلهي.
8 لا تشمَتي بي يا عَدُوَّتي  فإِنِّي إِذا سَقَطتُ أَقوم وإِذا سَكَنتُ في الظَّلام يَكونُ الرَّبُّ نورًا لي.
9 إِنِّي أَحتَمِلُ سُخطَ الرَّبّ  لِأَنِّي خَطِئتُ إِلَيه إِلى أَن يُدافِعَ عن قَضِيَّتي ويُنصِفَني فيُخرِجُني إِلى النُّورِ وأَرى بِرَّه.
18 مَن هو إِلهٌ مِثلُكَ حامِلٌ لِلآثام وصافِحٌ عنِ المَعاصي لِبَقِيَّةِ ميراثِه لا يُشَدِّدُ غَضَبَه لِلأَبَد لِأَنَّه يُحِبُّ الرَّحمَة.
19 سيَعودُ فيَرأَفُ بِنا وَيدوسُ آثامَنا وتَطرَحُ في أَعْمَاقِ البَحرِ جَمِيعَ خَطاياهم.
20 تَمنحُ يَعْقوبَ الصِّدْقَ وإِبْراهيمَ الرَّحمَة كما أَقسَمتَ لِآبائِنا مُنذُ الأَيَّامِ القَديمة.

مقدّمة
إِنَّ زمَنَ الرُّوحِ القُدُسِ يَحْمِلُ للمُؤمنِ نِعمًا مُتنوِّعَةً، بِحسَبِ حَاجاتِ نَفسِهِ وَبحسَبِ رَغبَةِ الرَّبِ وَحِلمِهِ الّذي يُريدُ تَحقيقُهُ في حياةِ هذا الـمُؤمِن. في هذا الأَحَدِ، تَنتَقي كَنيسَتُنا المارونِيَّةُ، من أَسفارِ الكِتابِ المقدَّس، نُصوصًا تُظهِرُ لنا، نحنُ الـمُؤمنِينَ، أَهمِّيّةَ قَبولِ كلمةِ الرَّب. فَفي نصِّ قِراءَةِ العهدِ القَديمِ، يُخْبِرُنا النّبيّ ميخا عن أَهمّيّةِ وَعي الخاطِئِ، لِخَطاياهُ من جهةٍ أُولى، وَلِرَحمةِ الرَّبِ وَعِظَمَتهِ كَونَهُ أَسْمى من خَطايا البَشَرِ وَضُعفِهِم، من جهةٍ ثانية. وَهذا بِالعَودَةِ لِكلِماتِ العَهدِ التي قَطعَها الرَّبُ معَ شَعبِهِ منذُ الأَيّامِ القَديمَة. وفي نصِّ الرّسالَةِ، يَعْتَزُّ بولُسُ بِأَهلِ تسَالونيكي الَّذينَ قَبِلوا كلمةَ الرَّبِ رَغمَ الضّيقاتِ وَالمعاكسَاتِ، بفَرَحِ الرّوحِ، حتّى صارُوا قُدوةً للآخَرينَ بِثباتِهم وَمحبَّتهِم وَجهادِهم (1تس 1 / 6 - 7). أَمّا نصُّ المرأَةِ الخاطِئَةِ، من لوقا البَشيرِ، فيَترُكُ لنا مِثالاً لِقُوَّةِ كلمَةِ الرَّبِ العامِلَةِ في قَلبِ الخاطِئ، لِتُفجِّرَ منهُ نبعَ محبَّةٍ وَثقَةٍ وَإِيمانٍ.
معَ سِفرِ ميخا، نَدخُلُ في واقِعِ إِسرائيلَ الـمَريرِ، في أَيَّامٍ تَدنَّتْ فيها الحالَةُ الخُلقيّةُ وَالدّينيّةُ في مَملكَةِ يَهوذا (نهايَةِ القَرنِ السّابِع وَبِدايَةِ القَرنِ الثّامِن). فَكانَ سُكّانُها يَعتَقِدونَ أَنَّ العَهدَ يَحفَظُهُ الرَّبُ، ناكِرينَ دَورَهُم في حِفظِ العَهدِ وَالأَمانَةِ لِلرَّب. كانَ آنَذاك، سَائِدًا في يَهوذا الرِّشْوَةُ وَالكَذِبُ وَتَحْريفُ الحَقِّ وَتَشوِيهِ الاسْتِقامَة وَالتَّمرُّدِ على الرَّب (راجع مي 1 - 3). لِهذه الأَسبابِ، يَحِلُّ غَضَبُ الرَّبِ، وَيُعبِّرُ عنهُ النَّبيّ بِقَولِهِ: "يُدانُ إِسرائِيلُ بِالنَّظَرِ إِلى اخْتِيَارِهِ" (مي 6 / 8)، إِلاَّ أَنَّهُ إِذا طَلَبَ الرَّحمَةَ وَحَفِظَ العَهدَ، يَنالُ الخَلاص.
إِنَّ أُسلوب سِفر ميخا مَليءٌ بِالفنونِ الأدبِيَّة الـمَوروثَةَ من تَقاليدَ قَديمَةٍ تَعودُ إِلى زَمانِ الآباء، كما يَحوي جِناسًا مُتتابِعَةٍ ممَّا يُجعَلُ تَفسيرهُ صَعبًا. وَنَصُّهُ الأصليُّ وَصلَ إِلى أَيدي الباحِثينَ مُشَوَّهًا جدًّا، ممّا جعَلَ المعنى مُترَدِّدًا في بعضِ الآيات.

تفسير الآيات
7 أَمَّا أَنا فأَتَرَقَّبُ الرَّبّ وأَجعَلُ رَجائي في إِلهِ خَلاصي فيَسمَعُني إِلهي.
نُلاحِظُ صِياغَةَ هذهِ الآيَةِ، إِذ يَضَعُ الكاتِبُ إِسمَ الرَّبِ في نِهايَةِ كُلِّ جُملَةٍ، وَكَأَنَّهُ هَكذا يُعلِنُ من خِلالِ هذه الطَّريقَةِ أَنَّ الرَّبَ هوَ الحَلُّ الوَحيدُ لِكُلِّ حَاجاتِ البَشَرِ، كَالانْتِظارِ وَالرَّجاءِ وَتبَدُّلِ الواقِع. أَمَّا بِدايَةُ الآيَةِ "أَمَّا أَنا"، فَهيَ تَعبيرٌ عن أَنَّ الكَاتِبَ، قَد قَرَّرَ اخْتِيارَ طَريقًا جَديدًا أَو مُخْتَلفًا عن الطُّرُقِ الأُخْرَى الّتي اخْتارَها الأَنبياءُ الكَذبَةُ وَالعُصاةُ من الرّئيسِ وَالقاضي، إِلى الشَّيخِ وَأَهلُ البَيتِ، وَالّتي يُفَصِّلُها النَّصُ في الآياتِ السَّابِقَةِ: "فَإِنَّ الابْنَ يَسْتخِفُّ بِأَبيهِ، والابْنةَ تَقومُ على أُمِّها، وَالكَنَّةُ على حَماتِها، فَيكونُ أَعداءُ الإِنسَانِ أَهلُ بيتِهِ" (راجع مي 7 / 2 - 6). فَالكاتِبُ يُعْلِنُ في هذهِ الآيَةِ أَنَّهُ، في هَذا الوَضْعِ القَاتِمِ حَيثُ الحَقُّ قَد حُرِّفَ وَانتَشَرَتِ الـمَظالِمِ، هوَ يَنتَظِرُ عَملَ الرَّبِ، لِأَنَّهُ هوَ وَحْدَهُ قادِرٌ على تَجديدِ الضَّمائِرِ وَإِنقاذِ الواقِع من عُصْيانِ الـمُتمَرِّدين. بِاعْتِرافِهِ هذا، يَكونُ الكَاتِبُ قَد أَعلَنَ عن حِفْظهِ لِلشَّريعَةِ وَلِلعَهدِ الَّذي قَطعَهُ الرَّبُ معَ إِبراهيمَ وَيَعقوب وَمعَ موسَى (راجع تث 30 / 1 – 30؛ مي 7 / 20).
في النِّهايَةِ، تَبْقَى هذهِ الآيَةُ إِشكالِيَّةً لَدى الباحِثينَ الَّذينَ، بَعضُهم يَضَعها معَ الآياتِ (1 - 6) وَبَعضُهم الآخر معَ الآياتِ اللاّحِقة (8 - 13).

8 لا تشمَتي بي يا عَدُوَّتي فإِنِّي إِذا سَقَطتُ أَقوم وإِذا سَكَنتُ في الظَّلام يَكونُ الرَّبُّ نورًا لي.
نتَسَاءَلُ عَن هُوِيَّة هَذه ال"عَدُوَّة" وَعَن هُوِيَّة الـمُتكَلِّمة -إِذ في اللُّغَةِ العِبْرِيَّةِ يُعَبَّر بِصيغَةِ المؤَنَّث-. إِنطِلاقًا من بِدايَةِ سِفرِ ميخا، نَستَنتِجُ أَنَّ عَدُوَّةَ صِهيونَ هيَ السَّامِرَة الَّتي صَارَت رَمزًا لِنينَوَى بِسَببِ خَطايَاها: "سَأَجعَلُ السَّامرَةَ أَطلالًا ... وَأَجعَلُ جميعَ أَصْنامِها دَمارًا، لأَنَّها جَمَعَتها من أُجْرَةِ زانِيَة، فَسَتَرجِعُ إِلى أُجْرَةِ زانِيَة" (راجع مي 1 / 2 - 7).
هَذه الآيَةُ تَحْوي "إِذا" الشَّرطِيَّة، وَهيَ تُعَبِّرُ عَن واقِعٍ حَقيقيٍّ، إِذ مَدينَةَ صِهيونَ قَدْ سَقَطَت وَاقْتيدَ أَبناؤُها إِلى الجَلاءِ وَتَدمَّرَت أَبْنِيَتها وَأُحْرِقَت بِسَبَبِ ابْتِعادِ الشَّعبِ عَن طَريقِ الحَقِّ وَالاسْتِقَامَة (راجع مي 3 / 9 - 12). كَما نُلاحِظُ صِياغَةَ الأَفعالِ في الجُملَتَينِ الشَّرطِيَّتَين، فَهُما في صِيغَةِ الماضي الّذي يَدُلُّ على زَمنِ المعاصِي وَالجَلاء، وَهيَ أَحداثٌ تاريخِيَّةٌ يَشْهَدُ لها تاريخُ إِسرائِيلَ وَالبِلادِ المجاوِرَة آنَذاك. أَمَّا النَّتيجَةَ فَهيَ فِعلُ إِيمانٍ يُطْلِقُهُ الكاتِبُ بِاسْمِ الشَّعب. في هذا القِسم الثّاني منَ الجُملَتَين الشَّرطِيَّتَينِ، رَجاءٌ وَثِقَةٌ بِالرَّبِ القَديرِ، فَهوَ يَهَبُ الرَّحمَةَ لِلسَّاقِطينَ، فيَقوموا. وَهوَ يُنيرُ ظُلُماتِ الضَّمائِرِ الّتي اسْتَسْلَمَت لِتَحريفِ الحَقِّ وَسُبُلِ الاسْتِقامَة وَشَوَّهَتِ العَدلَ وَالحَقّ، فيُميّزوا الحقَّ وَالعَدلَ. فَالرَّبُ إِذًا، هوَ رَبُّ الحَياةِ وَالغُفران، مَهما كَثُرَت آثامُ البَشَر وَعَظُمَت.
هَذا ما اسْتَطاعَت أَن تُدْرِكَهُ المرأَةُ الخاطِئَةُ، بينَما سِمعانُ الفَرّيسيُّ لَم يُدْرِكهُ من قَساوَةِ قَلبِهِ الـمُتعَلِّقِ بِشَريعَةِ الحَرف.

9 إِنِّي أَحتَمِلُ سُخطَ الرَّبّ لِأَنِّي خَطِئتُ إِلَيه إِلى أَن يُدافِعَ عن قَضِيَّتي ويُنصِفَني فيُخرِجُني إِلى النُّورِ وأَرى بِرَّه.
تَبْدَأُ هذهِ الآيَةُ في أَصْلِها العِبريّ بِالصِّفة "زَعَف" أَي "حَنَق أَو سُخْط" وجَذرُها يَرِدُ فقَط 12 مرَّةً في أَسفارِ العَهدِ القَديمِ، وَيُسْتَعمَلُ لِوَصفِ حَنقِ الملك وَغضَبِ الشَّعب وَهيجانِ البَحرِ، إِلاَّ أَنَّ مَعنى "حَنقُ الرَّبِ" لا يَرِدُ إِلاَّ في هذه الآيَةِ. سُخطُ الرَّبِ هوَ أَمرٌ يَتعلَّقُ بِالرَّبِ وَحْدَهُ، وَيَعْتَقِدُ ميخا، أَنَّهُ يُعَبَّرُ عَنهُ بِصَمْتِ الرَّبِ وَعَدَمِ تَدخُّلِهِ لإِنقاذِ شَعْبِهِ. وَعِبَاراتُ هَذهِ الآيَةِ تَدُلُّ عَلى وَعيٍ داخِليٍّ لِارْتِكابِ خَطيئَةٍ كَبيرَةٍ أَدَّتْ إِلى سُخطِ الرَّبِ وَحُلولِ الظَّلامِ مَكانَ النُّور.

18 مَن هو إِلهٌ مِثلُكَ حامِلٌ لِلآثام وصافِحٌ عنِ المَعاصي لِبَقِيَّةِ ميراثِه لا يُشَدِّدُ غَضَبَه لِلأَبَد لِأَنَّه يُحِبُّ الرَّحمَة.
19 سيَعودُ فيَرأَفُ بِنا وَيدوسُ آثامَنا وتَطرَحُ في أَعْمَاقِ البَحرِ جَمِيعَ خَطاياهم.

في هَذه العِباراتِ عَودَةٌ إِلى كَلماتِ "العَهدِ" الَّذي تمَّ تَجديدُهُ بينَ الرَّبِ وَشَعبِهِ (راجع خر 34 / 1 - 10). وَتَفصيلٌ لِما كَشَفهُ الرَّبُ لِـموسَى عَن ذاتِهِ: "ألرَّبُ الرَّبُ، إِلهٌ رَحيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَويلُ الأَناةِ وَكَثيرُ الرَّحْمَةِ وَالوَفاءِ. يَحْفَظُ الرَّحمَةَ لأُلوفٍ، وَيَحْتَمِلُ الإِثمَ وَالمعْصِيَةَ وَالخَطيئَة..." (خر 34 / 6 – 7؛ عد 14 / 18).
يُطْلِقُ الكاتِبُ في هذه الآياتِ الأَخيرَةِ من سِفْرِهِ، صَلاةً نابِعَةً من أَسفارِ الأَنبياءِ وَالمزاميرِ (راجع أش 12 ؛ 25 ؛ 26 ؛ 63 - 64). مُعْلِنًا أَنَّ رَحمَةَ الرَّبِ تَتطَلَّبُ منَ الإِنسَانِ التَّوبَةَ وَالعَودَةَ إِلى كَلماتِ العَهدِ وَالشَّريعَة. يَسْتَشْهِدُ الكاتِبُ بِنَشيدٍ مَنسُوبٍ إِلى حزقيّا مَلكِ يَهوذا، وَيَعودُ إِلى ما بَعدَ الجَلاء: "نَجَّيتَ (يا ربُّ) نَفسي من هُوَّةِ الهَلاكِ وَنَبَذتَ جميعَ خَطايايَ وَراءَ ظَهْرِكَ" (راجع أش 38 / 17؛ مز 116). في هاتانِ الآيَتانِ، يَعْتَرفُ المؤْمنُ بِرَحمةِ الرَّبِ العظيمَةِ الّتي تَفوقُ الخَطايا، لا بَل تَحْسَبُها شيئًا عابِرًا لا أَهميَّةَ لهُ. فَالرَّبُ أَعظَمُ من خَطايانا، هوَ يَدوسُها، لِأَنَّها كَلا شَيءٍ، وَيَطرَحُها في أَعماقِ البَحرِ، لِئَلاّ تُذكَرَ من بَعد وَلِئَلاّ يَبْقى لها من أَثَر.

20 تَمنحُ يَعْقوبَ الصِّدْقَ وإِبْراهيمَ الرَّحمَة كما أَقسَمتَ لِآبائِنا مُنذُ الأَيَّامِ القَديمة.
ألصِّدقَ وَالرَّحْمَةَ هُما الأَساسُ الَّذي بَنى عَليهِ الرَّبُ العَهدَ، معَ إِبراهيمَ وَيَعقوب (راجع تك 21 / 17 – 18؛ 28 / 13 - 15). نتَعجَّبُ من تَقدُّمِ يَعقوبَ عَلى إِبراهيمَ أَبي الآبَاءِ، إِلاَّ أَنَّ الكاتِبَ يَذكُرهم بهذا التَّرتيبِ لِيُعلِنَ خاتِمَةَ سِفْرِهِ. أَي يَبدَأُ بِذِكرِ يعقوبَ الأَقرَبِ في التَّاريخِ إِلينا، ثمَّ يَبتَعِدُ في التَّاريخِ إِلى زمنِ إِبراهيمَ، لِيَعودَ إِلى نُقطَةِ البِداية "الأيّامِ القَديمة"، وَفيها يُقْفِلُ سِفرَهُ. لِيَدعونا هَكذا، لِلعَودَةِ إِلى قِراءَةِ أَحداثِ التَّاريخِ، بِهذا التَّرتيب، أَي إِنطلاقًا من الأيَّامِ القَديمَة، حتَّى بدايةِ السِّفرِ. فَيُدْرِكَ القارِئُ عملَ الرَّبِ في تاريخِ شَعبِ الله، وَعظمةَ رَحمَتهِ وَصِدقِهِ، علَّهم يَعودوا إِلى النَّور وَيَتوبوا (راجع مي 1 / 5).

خُلاصَةٌ روحِيَّةٌ
إِنَّ التَّوبَةَ لَفِعلٌ جَبّارٌ يُعبِّرُ عَن اسْتِقامَةِ القَلبِ بعدَ انْحِرافِهِ، وَعن اسْتِنارَةِ الضَّميرِ بَعدَ شُذوذِهِ في مَعابِرِ الظُّلمات. هذا ما تَفعَلُهُ كَلمةُ الرَّبِ في حَياةِ المؤمِنِ التّائِب، فَيَنتَصِرَ على أَعدائِهِ بِالحَقِّ وَالصِّدقِ. فيَعودُ النّورُ إلى حياتِهِ، فَيَعرِفَ الرَّبَ وَيَختَبِرَ رَحمتَهُ العَظيمَةَ القَادِرةَ على مَحوِ الخَطايا وَتَرميمِ ما شَوَّهَتهُ الخَطيئَة.
فَليَكُن لنا مِلءُ الثِّقَةِ بِالرَّبِ وَقُوَّةُ الإِيمانِ بهِ، كُلَّ مرَّةٍ نتقَدَّمُ إلى سرِّ التَّوبَة.


تحميل المنشور