الأخت دولّي شعيا (ر.ل.م)
مقالات/ 2022-06-04
2 فَحَدَثَ بَغْتَةً دَوِيٌّ مِنَ السَّمَاءِ كَأَنَّهُ دَوِيُّ رِيحٍ عَاصِفَة، ومَلأَ كُلَّ البَيْتِ حَيثُ كانُوا جَالِسين.
سمع الرسل ومَن معهم صوتًا كما من هبوب ريحٍ عاصفة. لم يكن ذلك ريحًا حقيقيَّة (لم يهبّ الهواء)، بل "دويٌّ كأنَّه دويّ ريحٍ عاصفة، وملأ كلَّ البيت حيث كانوا جالسين". يُحتمل أنَّ ذلك البيت هو البيت الَّذي كانت فيه "العليَّة" (أعمال 1: 13). ولكن من المحتمَل أيضًا أنَّ ذلك كان يُشير رمزيًّا إلى الهيكل. فقد أشار إسطفانوس في وقتٍ لاحق إلى الهيكل بأنَّه "بيت" في خطابه (أعمال 7: 47).
3 وظَهَرَتْ لَهُم أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَار، وإسْتَقَرَّ عَلى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم لِسَان.
الكلمة اليونانيَّة الـمُستخدَمة هنا لتُشير إلى "ألسنة" هي glôssa في صيغة الجمع. قد تشير هذه الكلمة إلى اللّسان بالمعنى الحرفيّ أو إلى الكلام الَّذي ينطقُ به اللّسان. يُشار عادةً إلى ظاهرة التكلُّم بالألسن بأنَّها glossôlalía ومعناها الحرفيّ هو "كلام اللّسان". يوجد، في هذا النصّ من أعمال الرسل، أسلوب التلاعب بالألفاظ. استقرَّت الألسنة على الرسل، ثمَّ تكلَّموا بألسنة. لم تكن هناك نارٌ حقيقيَّة، بل "كأنَّها من نار". هذه ليست "معموديَّة النار" الَّتي تكلَّم عليها يوحنَّا المعمدان (لو 3: 16)، لأنَّ ما قصده المعمدان بـــ "معموديَّة النَّار" هو عقاب الأشرار. أمَّا هنا فهي تشير إلى "الامتلاء" و"سكنى الروح القدس" في الانسان.
4 وإمْتَلأُوا كُلُّهُم مِنَ الرُّوحِ القُدُس، وبَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى، كَمَا كَانَ الرُّوحُ يُؤْتِيهِم أَنْ يَنْطِقُوا.
لا تشير عبارة "بألسنةٍ أخرى" إلى كلامٍ غير مفهوم. كان الَّذين يقولون إنَّهم يتكلَّمون نيابةً عن الآلهة الوثنيَّة، في تلك الأيَّام، يتكلَّمون ببلبلةٍ وبكلامٍ غير مفهوم. يقولون إنّ تلك هي "لغة الآلهة"، وإنَّ الآلهة تتكلَّم بواسطتهم. ليس هذا ما فعله الرسل، لأنَّ عبارة "ألسنة أخرى"، تشير إلى لغاتٍ معاصرة في تلك الأيَّام: "كلُّ واحدٍ منهم (الناس) كان يسمعهم يتكلَّمون بلغته...يسمعهم كلُّ واحدٍ منَّا باللُّغة الَّتي وُلد فيها" (أعمال 2: 6، 8)؛ وذلك بقوَّة الروح القدس.
5 وكَانَ يُقيمُ في أُورَشَلِيمَ يَهُود، رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ السَّمَاء.
يُخبرنا هذا الجزء من رواية حلول الروح القدس، بالكيفيَّة الَّتي تأثَّر بها المستمعُون: "أخذتهم الحَيرة" (أعمال 2: 6)؛ "فدُهشوا وتعجَّبوا" (أعمال 2: 7)؛ "كانوا كلُّهم مدهوشين حائرين" (أعمال 2: 12).
عبارة "يُقيم في أورشليم يهود"، لا تعني بالضرورة أنَّهم كانوا يسكنون هناك بصفةٍ دائمة. قد تعني ببساطة أنَّهم كانوا يقيمون هناك. كان الكثير من اليهود "الأتقياء" يرتحلون من جميع أنحاء العالم إلى أورشليم ليسكنوا هناك بصفةٍ دائمة عندما يتقاعدون، ولكن عندما نأخذ بعين الاعتبار أنَّ "يوم الخمسين" كان يوم عيدٍ فيه آلاف من الزوَّار من كلّ أمَّة، فإنَّ فعل "يُقيم" قد يشير إلى إقامة موقَّتة. بما أنَّ كثيرين قطعوا آلاف الأميال؛ وبما أنَّ الفترة الزمنيَّة الَّتي تفصل بين عيد الفصح وعيد الخمسين تقلُّ عن شهرَين، فإنَّ الزوَّار يبقون عادةً في أورشليم لحضور كلا العيدَين. و"الرجال الأتقياء" فقط هم الَّذين يقومون بهذه الرحلات الطويلة والمعرَّضة للمخاطر.
6 فَلَمَّا حَدَثَ ذلِكَ الصَّوت، إحْتَشَدَ الـجَمْعُ وأَخَذَتْهُمُ الـحَيْرَة، لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُم كَانَ يَسْمَعُهُم يَتَكَلَّمُونَ بلُغَتِهِ.
تُشير عبارة "فلمَّا حدث ذلك الصوت" إمَّا إلى الصَّوت الَّذي "كأنَّه دويُّ ريح"، أو إلى اللُّغات الَّتي كان الرسل يتكلَّمون بها. واستجابةً لهذا الصوت، "احتشد الجمع وأخذتهم الحَيرة، لأنَّ كلَّ واحدٍ منهم كان يسمعهم يتكلَّمون بلغته". بما أنَّه كان هناك ممثّلون من أكثر من اثنتي عشرة أمَّة، فلا بدَّ من أنَّه كان من الضروريّ لبعض الرسل على الأقلّ، أو لجميعهم، أن يتكلَّموا بأكثر من لغةٍ واحدة؛ فقد تمَّ ذِكر خمسَ عشرة أمَّة (راجع أعمال 2: 9-11)، واليهود "من كلّ أمَّةٍ تحت السماء" (أعمال 2: 5).
7 فَدَهِشُوا وتَعَجَّبُوا وقَالُوا: "أَلَيْسَ هـؤُلاءِ الـمُتَكَلِّمُونَ جَمِيعُهُم جَلِيلِيِّين؟
عَرف المستمعون أنَّ الرسل كانوا جليليّين، لأنَّ اللَّهجة أو النبرة الجليليَّة كانت مميَّزة (خشنة وغير جذَّابة لليهود الآخرين). عندما كان بطرس ينتظر في فناء الدر في اللَّيل خلال محاكمة يسوع، عرف الجميع أنَّه جليليّ (راجع مر 14: 70؛ لو 22: 59)، لأنَّ "لهجته تدلُّ عليه" (متَّى 26: 73). يشير هذا إلى أنَّ الرسل تكلَّموا بلغاتٍ مختلفة وبلهجاتٍ مناسبة. كانت الجليل تُعتبر متخلّفة ثقافيًّا وأهلها غير متعلّمين (أعمال 4: 13). عندما تكلَّم "هؤلاء الجليليّون" بكلّ لغةٍ بطلاقة، "دهش الجميع وتعجَّبوا".
8 فَكَيْفَ يَسْمَعُهُم كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا بِـاللُّغَةِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا؟
سأل الجميع قائلًا: "كيف يسمعهم كلُّ واحدٍ منَّا باللُّغة الَّتي وُلد فيها؟". كان اليهود قد تشتَّتوا في جميع العالم بسبب الاضطهاد الشديد والحالة الاقتصاديَّة. وكان معظم الَّذين تشتَّتوا يتحدَّثون لغة اليهود القوميَّة، أي العبريَّة أو الآراميَّة. وكان اليهوديّ العاديّ يتحدَّث بالآراميَّة، في تباينٍ مع العبريَّة القديمة الَّتي كانت تُستخدَم في العبادة. وكانوا أيضًا يتكلَّمون اليونانيَّة الشعبيَّة؛ اللغة العالميَّة في تلك الأيَّام، والَّتي استُخدِمَت في كتابة أسفار العهد الجديد. كما وأنَّهم كانوا يتكلَّمون لغة الدولة الَّتي يعيشون فيها؛ وهذا معنى عبارة "لغته الَّتي وُلد فيها".
9 ونَحْنُ فَرْتِيُّون، ومَادِيُّون، وعَيْلامِيُّون، وسُكَّانُ مَا بَينَ النَّهْرَيْن، واليَهُودِيَّة، وكَبَّدُوكِيَة، وبُنْطُس، وآسِيَا،
10 وفِرِيْجِيَة، وبَمْفِيلِيَة، ومِصْر، ونَوَاحِي لِيبيَةَ القَريبَةِ مِنْ قَيْرَوَان، ورُومَانِيُّونَ نُزَلاء،
11 يَهُودٌ ومُهْتَدُون، وكْرِيتِيُّون، وعَرَب، نَسْمَعُهُم يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا عَنْ أَعْمَالِ اللهِ العَظِيمَة".
12 وكَانُوا كُلُّهُم مَدْهُوشِينَ حَائِرينَ يَقُولُ بَعْضُهُم لِبَعْض: "مَا مَعْنَى هـذَا؟".
ذكر لوقا ستّ عشرة مقاطعة وأمَّة تمتدُّ من الشرق (بابل وفارس) إلى الغرب (شمال أفريقيا وروما). كان "اليهود الـمُهتَدون prosêlutoi" الَّذين يشدّدون على الختان (أعمال 2: 11) من ضمن الَّذين اجتمعوا في يوم الخمسين.
الفكرة الرئيسيَّة لكلام الرسل باللُّغات الأخرى يُشار إليها بعبارة "يتكلَّمون بألسنتنا عن أعمال الله العظيمة" (أعمال 2: 11). وقد يُعطينا الجزء الأوَّل من خطاب إسطفانوس (أعمال 7) لمحةً عن موضوع "أعمال الله العظيمة هذه". ربَّما تشير هذه العظائم إلى مراجعة عمل الله بواسطة إسرائيل (نظرة شاملة إلى تاريخ اليهود من موسى إلى داود وحتَّى الأنبياء بما في ذلك النبوءات الَّتي تشير إلى المسيح).
13 لـكِنَّ آخَرِينَ كَانُوا يَقُولُونَ سَاخِرين: "إِنَّهُم قَدِ امْتَلأُوا سُلافَة!".
كان هناك بعض المشكّكين بين الجمهور، كما هي عادة البشر. نحن لا نعلم يقينًا لماذا قال هؤلاء النَّاس هذا الكلام الساخر. ربَّما كانوا يتنقَّلون بين الجمهور ويسمعون لغاتٍ لم يفهموها، فاستخلصوا أنَّ الرسل كانوا يتكلَّمون بكلام سكرٍ فارغ. إذا ظنُّوا حقًّا أنَّ الرسل كانوا "قد امتلأوا سلافة"، يكون هذا لأنَّهم لم يستفسروا بما فيه الكفاية. ولكن يُحتَمل أنَّهم كانوا يعرفون تلك اللُّغات، ومع ذلك أرادوا أن يقولوا شيئًا يشوّه السُّمعة. السُّكر لا يجعل الانسان يتكلَّم بلغاتٍ كثيرة، لكنَّ سخرية هؤلاء الناس أعطت منصَّةً لموعظة بطرس في الآيات التالية.
14 فَوَقَفَ بُطْرُسُ مَعَ الأَحَدَ عَشَر، ورَفَعَ صَوْتَهُ وخَاطَبَهُم قَائِلاً: "أَيُّهَا الرِّجَالُ اليَهُود، ويَا جَمِيعَ الـمُقِيمِينَ في أُورَشَلِيم، لِيَكُنْ هـذَا مَعْلُومًا عِنْدَكُم، وأَصْغُوا إِلى كَلامِي.
بدأ بطرس ينفي الاتّهام بأنَّ الرسل كانوا سكارى. تشير عبارة "الأحد عشر" إلى باقي الرسل (راجع أعمال 1: 28)، لأنَّه عند الإشارة إلى جميع الرسل يُقال "الاثنا عشر" (أعمال 6: 2). بما أنَّ السَّاخرين توجَّهوا بكلامهم إلى جميع الرسل، يُحتمَل أنَّ بطرس كرز هذه الموعظة بلغةٍ واحدة، بينما كان الأحد عشر يترجمونها إلى اللُّغات الأخرى. يُحتمَل أيضًا أنَّ بطرس وحده هو الَّذي تكلَّم بلغةٍ عامَّة يفهمها الجميع، ربَّما اليونانيَّة الشعبيَّة، بينما اجتمع حوله الرسل الآخرون كشهودٍ.
15 لا، لَيْسَ هـؤُلاءِ بِسُكَارَى، كَمَا تَظُنُّون. فَـالسَّاعَةُ هِيَ التَّاسِعَةُ صَبَاحًا.
كانت ساعات اليوم عند اليهود تبدأ عند طلوع النَّهار، أي في حوالي الساعة السادسة صباحًا. كانت حجَّة بطرس مُعتمَدة لدى مُستمعيه، لأنَّ "اليهود الأتقياء" لا يأكلون ولا يشربون قبل الساعة التاسعة صباحًا في يوم السَّبت أو في أيَّام الأعياد. وكان معظمهم لم يأكل أو يشرب قبل الساعة العاشرة من صباح عيدٍ مِثل "عيد الخمسين"، والبعض الآخر أيضًا لا يأكل ابتداءً من منتصف النهار السابق.
16 بَلْ هـذَا هُوَ مَا قِيلَ بِيُوئِيلَ النَّبِيّ:
17 ويَكُونُ في الأَيَّامِ الأَخِيرَة، يَقُولُ الله، أَنِّي أُفِيضُ مِنْ رُوحِي عَلى كُلِّ بَشَر، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُم وبَنَاتُكُم، ويَرَى شُبَّانُكُم رُؤًى، ويَحْلُمُ شُيُوخُكُم أَحْلامًا.
18 وعَلى عَبِيدي وإِمَائِي أَيْضًا أُفِيضُ مِنْ رُوحِي في تِلْكَ الأَيَّامِ فيَتَنبَّأُون.
بعد ذلك، شرح بطرس أنَّ ما رآه الجمهور وما سمعوه، لم يكن نتيجةً لسكب الخمر، بل لسكب روح الله، مستشهدًا بيوئيل النبيّ (يؤ 2: 28-32) بحسب الترجمة السبعينيَّة (الترجمة اليونانيَّة لكتاب العهد القديم). تكلَّم بطرس على "الأيَّام الأخيرة" (أعمال 2: 17). لم تَرد عبارة "الأيَّام الأخيرة" في الترجمة العبريَّة لنبوءة يوئيل (يؤ 2: 28)، بل عبارة "بعد ذلك" أو "ثمَّ". يتَّضح أنَّ الفترة الزمنيَّة المقصودة بالعبارة "بعد ذلك" هي الفترة الزمنيَّة نفسها المشار إليها بعبارة "الأيَّام الأخيرة" كما استخدمها النبيَّان أشعيا وميخا (أش 2: 2؛ ميخا 4: 1).
أخبر بطرس بالوحي أنَّ يوئيل كان يتحدَّث عن "الأيَّام الأخيرة". كان اليهود يعتبرون أنَّه هذه العبارة تُشير إلى "مُلك المسيح". وكأنَّ بطرس قال في الواقع: "هذه هي اللَّحظة الَّتي كنتم تتوقَّعونها منذ قرون. قد وصلت الأيَّام الأخيرة". وماذا يحدث في "الأيَّام الأخيرة" بناءً على نبوءة يوئيل؟
كان اليهود يعلمون أنَّه عندما انتهى النبيُّ ملاخي من الكتابة، اختفت عطيَّة التنبّؤ من الأرض، ولم تأتِ مرَّةً أخرى إلَّا في "الأيَّام الأخيرة" عندما أتى المسيح. فرحوا بكرازة يوحنَّا المعمدان، لأنَّهم رأوا إحياءً للنبوءة. قال لهم بطرس إنَّ ما رأوه بطريقةٍ محدودة أخذ بالتوسُّع. الدويّ، والألسنة شبه الناريَّة، والتكلُّم بالألسنة، كلُّ هذا يُبشّر بحلول الروح القدس.
كان الله قد وعد بسكب روحه في "الأيَّام الأخيرة". لكن لم يحدث كلّ ما تكلَّم عليه يوئيل النبيّ في "يوم الخمسين"، لأنَّ هذا اليوم كان بدايةً لتتميم نبوءة يوئيل. تنبّأ يوئيل بأنَّه في الأيَّام المقبلة ستُعطى عطايا عجيبة ليس لقليلٍ من المختارين كما كان في الماضي، بل "على كلّ بشر" (أعمال 2: 17). تُعطى هذه العطايا بغضّ النظر عن الجنس، إذ قد تمَّ الوعد "للبنين والبنات" (أعمال 2: 17)، "للعبيد والإماء" (أعمال 2: 18). تمَّ الوعد بالعطايا "للشبَّان" و"للشيوخ" (أعمال 2: 17)، على حدٍّ سواء. تُعطى العطايا أيضًا بغضّ النظر عن المرتبة الاجتماعيَّة: "للعبيد والإماء" (أعمال 2: 18).
بدأ تتميم نبوءة يوئيل في "يوم الخمسين"، وذلك بكرازة الرسل الموحى بها من قبل الروح القدس.
19 وأَعْمَلُ عَجَائِبَ في السَّمَاءِ مِنْ فَوْق، وآيَاتٍ عَلى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَل، دَمًا ونَارًا وأَعْمِدَةً مِنْ دُخَان.
20 وتَنْقَلِبُ الشَّمْسُ ظَلامًا والقَمَرُ دَمًا قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمُ الرَّبّ، اليَوْمُ العَظِيمُ الـمَجِيد.
21 فَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِـإسْمِ الرَّبِّ يَخْلُص.
اقتبس بطرس هذه الكلمات ليعطي الصورة الكاملة لنبوءة يوئيل. المصطلحات الَّتي استعملها يوئيل بما يختصُّ بــ "الشمس والقمر" (أعمال 2: 20) مُستخدَمة في نصوصٍ كثيرة في العهد القديم للتعبير عن الحالات الَّتي يعمل الله فيها بطريقةٍ خاصَّة ليبارك أو يلعن (راجع أش 13: 6، 10، 11؛ حز 32: 2، 7، 8؛ عا 5: 18، 20). تشير هذه اللُّغة أحيانًا كثيرة إلى لحظات الذروة في مخطَّط الله الخلاصيّ.
إنَّ عبارة "من يدعُ باسم الرَّب يخلُص" تعني أكثر من مجرَّد القول أو عمليَّة النطق باسم الرَّبّ. لأنَّ يسوع قال: "ليس كلّ من يقول لي: يا ربّ، يا ربّ! يدخل ملكوت السماوات، بل من يعمل مشيئة أبي الَّذي في السماوات" (متَّى 7: 21). كما وهناك مرجعٌ أكيدٌ لذلك في أعمال الرسل، حيث قال حنانيا لشاول: "قُم واعتمد، وتطهَّر من خطاياك داعيًا باسم الرَّبّ" (أعمال 22: 16).