بمناسبة اليوم العالمي للمريض لعام 2019 وقبل الإحتفال الرسميّ الّذي سيُعقد في 11 شباط 2019 في مدينة كالكوتا – الهند، نشر البابا فرنسيس يوم الثلاثاء 8 كانون الثاني، رسالةً بعنوان:"أَخَذتُم مَجَّانًا فَمَجَّانًا أَعطوا" (متى 10، 8)، مشيرًا إلى أنّ خدمة المرضى والفقراء هي طريقة قويّة للتبشير، وأنّ الكنيسة هي كأمٍّ لأطفالنا تقوم بمبادراتٍ كريمة تجاه المحتاج متمثّلةً بالسامري الصالح. وهذه هي أكثر الطُرُق التبشيريّة الموثوقة.
وفي الرسالة، شرح الحَبر الأعظم عن "الهدية" وهي ليست الهديّة الماديّة الّتي نقدّمها للآخرين، بل هي إعطاء ذاتنا للآخر من أجل بناء علاقاتٍ سليمة معه ومع المجتمع. فالهديّة هي إنعكاسٌ لحبّ الله الّذي بلغ ذروته بتجسّد الإبن وحلول الرّوح القدس. وزاد على كلامه ذاكرًا أنّ الشخص الّذي يجسّد هذه الهديّة هي القدّيسة الأم تريزا من كالكوتا :" تُساعدنا هذه القدّيسة على فهم المِعيار الوحيد للخدمة وهو الُحب غير الأناني، المتجرّد لكلّ البشر مهما كان عرقه، دينه، جنسيّته...". كما ذَكَّر بقوله يوم تقديسها :" بالنسبة للأم تريزا، الرحمة هي "الملح" الّذي يضيف نكهةً لعملها، و"النور" الّذي يضيء ظلامَ البؤساء الّذين جفّت دموعهم فغرقوا في الفقر".
وأكمل داعيًا المؤمنين إلى التفكير بالمرضى والمحتاجين متمثّلين بحياتهم :"عند الولادة، يعتمد الإنسان على والديه من أجل البقاء والعيش، وعندما يتقدّم بالعمر يبقى الإنسان بحاجةٍ إلى الآخرين في كل مرحلة من مراحل حياته". وعندما يعترف الإنسان بهذه الحقيقة، ويرى العالم كعالمٍ متّصل بعلاقةٍ أخويّة مع الآخرين يمكننا تطوير علاقة إجتماعيّة تخدم المصالح العامّة. "فالله نفسه، في يسوع إنحنى إلينا بتواضع، وما زال يأتي لمساعدتنا في فقرنا ويمنحنا هدايا تتجاوز مخيلتنا".
وختم رسالته مُشيدًا بعملِ مُتَطَوّعي الرعاية الصحيّة الّذين يجسّدون روحانيّة السامري الصالح قائلًا: "يجب ألا تقع مؤسسات الرعاية الصحيّة الكاثوليكيّة في فخ إدارة الأعمال بل أنّ تهتم بالرعاية الشخصيّة أكثر من الربح".