"عليك دائمّا أن تبدأ الصلاة بتواضعٍ كما فعل يسوع في الإنجيل". هذا ما قاله البابا فرنسيس في مقابلته العامّة مع المؤمنين نهار الأربعاء 5 كانون الاوّل في قاعة بولس السادس في الفاتيكان خلال كلمته الّتي تمحورت حول "الصلاة" باعتبارها الجزء الأوّل من سلسلة جديدة حول "الأبانا".
واستهلّ البابا كلمته بضرورة تعلّم كيفية تلاوة الصلاة حتّى ولو كنّا نصلّي لسنواتٍ عديدة، وشرح أنّ حاجة الإنسان للصلاة هي فطريّة قائلًا: "إنّ صلاة الإنسان وهذا الشوق الّذي يولد من روحِهِ بشكلٍ طبيعيّ، هو أحد أكثر ألغاز الكون غموضًا". وأكمل قوله شارحًا الطريقة الصحيحة لتلاوة الصلاة وهي على هذا الشكل: "إِذهب إلى الآب ... إِذهب إلى العذراء مريم وقل: أنظر إليّ، أنا خاطئ، أنا متمرّد ... لكن ابدأ بالتواضع".
ثمّ، تطرّق الحبر الأعظم إلى صلاة يسوع الّذي كان يصلّي في العلن واشترك في طقوسٍ شعبيّة لكنّه أيضًا كان يذهب إلى أماكنٍ نائية لينفرد بالصلاة ويصل إلى عمق روحه. وعلى الرغم من أنّ العديد من الناس يصلّون، إلّا أن طريقة يسوع كانت مختلفة واحتوت على سرّ وقعت أعين تلاميذه عليه كما نجد في الأناجيل ذاك الدعاء البسيط والفوري :"يا رب، علّمنا الصلاة".
"وهذا ما فعله يسوع" أكّد البابا "عَلَّمَنا الأبانا وكيفية الصلاة، لقد جاء يسوع تحديدًا ليعرّفنا على هذه العلاقة مع الآب". وختم كلمته داعيًا المؤمنين تكرار ما قاله التلاميذ ليسوع : "علّمنا أن نصلّي!". سيكون من الرائع في زمن المجيء هذا أن نكرّر: "با رب، علّمني أن أصلّي!".