نظّمت الإدارة العامة لمدارس أبرشية أنطلياس المارونية مؤتمرًا حول الذكاء الاصطناعيّ في التعليم، تحت عنوان: "من المبادئ إلى التطبيق: الذكاء الاصطناعي في التعليم"، في مسرح مدرسة مار يوسف – قرنة شهوان، يوم الجمعة 19 أيلول 2025، حيث جمع حوالي 700 تربويّا من المدارس الست التابعة للأبرشية، إلى جانب قادة وخبراء.
إفتتح المؤتمر المسؤول عن الإدارة العامة لمدارس الأبرشيّة والنائب الأسقفيّ العام المونسنيور شربل غصوب، الذي حدّد مسار هذا اللقاء، من خلال الدعوة لمواجهة التقنيّات النّاشئة بالمعرفة والتمييز والقيم، ثمّ شكر المنظّمين، وأشاد بالمشاركين لتكييف مساهماتهم مع إحتياجات الحضور.
شدّد المونسنيور غصوب على المخاوف التي قد ترافق الحداثة، وكيف لا يمكن التغلّب عليها إلّا من خلال التعلّم وبناء القدرات، كما لفت إلى الأبعاد الأخلاقيّة للذكاء الإصطناعيّ، والحاجة إلى معايير وإرشادات، والبنية التحتيّة المطلوبة لدعمه في المدارس. وأكّد على ضرورة أن يقود إيماننا وقيمنا المسيحيّة إستخدامنا للتكنولوجيا لخدمة الإنسان لا لاستبداله. مستشهداً بالكتاب المقدس. وحذّر من جعل التكنولوجيا غاية بحدّ ذاتها، وردّد دعوة الفاتيكان إلى التمييز، مشيراً إلى ستة معايير أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي: الشفافيّة، الشموليّة، المسؤوليّة، الحياد، الموثوقيّة، والسلامة.
في الملاحظات الإفتتاحيّة، ذكّرت الدكتورة كلودين رزق الله عزيز بأنّ المربين هم مصادر للنور، وأن مسؤوليتنا كمعلّمين أن نبقى على اطّلاع كي نمكّن المتعلمين من التمييز، ونضمن أن تُستثمر التكنولوجيا لتعزيز الحياة وخدمة الخير العام.
كما تحدّث كلّ من الدكتور مات هاريس من سنغافورة، وهو المؤسّس والرئيس التنفيذي لموقع childsafeguarding.com عن حماية الأطفال في عصر الذكاء الاصطناعيّ؛ الدكتورة جوانا مو من ملبورن- أستراليا، خبيرة قيادية في التعليم والتعلم والتطوير، التي ركّزت على رفاهيّة المعلّمين، وقدّمت الذكاء الاصطناعي كأداة لتخفيف العبء المعرفي؛ الدكتورة ريما سويد، رئيسة قسم التربيّة في جامعة الروح القدس – الكسليك تناولت أهميّة الأطر البحثيّة والسياقيّة لتوجيه الإستخدام الأخلاقي والفعّال للذكاء الإصطناعي في المدارس اللبنانية؛ والدكتورة إيليانا الخوري، أستاذة مشاركة في جامعة أثاباسكا – كندا، عرضت إستراتيجيّات عمليّة لدمج الذكاء الإصطناعي في التعليم والتقويم.
إختُتم المؤتمر بكلمة لراعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة سيادة المطران أنطوان بو نجم الذي دعا الحضور أن تكون المحبة إنطلاقة أي عمل يقومون به، لأنّ المحبة أعمق أثراً من المعرفة والمهارة، وأنها يجب أن تبقى البوصلة التي ترشدنا في استخدام التكنولوجيا في التعليم.