في إطار التوأمة بين أبرشيتي ليون الفرنسيّة وأبرشيّة أنطلياس المارونيّة، زار رئيس أساقفة ليون سيادة المطران أوليفييه دي جيرمي راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة سيادة المطران أنطوان بو نجم، على رأس وفد مؤلّف من 32 شخصًا. هذه الزيارة هي زيارة صداقة، تُشرِك مسيحيي ليون ليعيشوا الأخوّة بشكلٍ ملموس خاصّة في هذه الأوقات العصيبة التي يواجهها اللبنانيون.
من خلال هذه الزيارة، يقول أسقف ليون دي جيرمي:" أود أن أبيّن للبنانيين، ولا سيّما أبناء أبرشية أنطلياس المارونيّة، أنّ أبرشية ليون لا تنساهم.، آمل أن أقدّم دعمًا معنويًا وروحيًا لأخوتنا اللبنانيين، كما دعمًا ملموسًا من خلال مساعدات ماليّة لعدد معيّن من المشاريع ".
زيارة الوفد الفرنسي، تهدف إلى توعية وتتحفيز مؤمني أبرشيّة ليون وسكانها بشكل عام، على الوضع في لبنان. في هذا السياق، أتى الإهتمام الأكبر بالمدارس التي تشكّل قاعدة حقيقيّة لوحدة التنوّع.
أمّا راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة سيادة المطران أنطوان بو نجم، رأى من الضروريّ الوقوف إلى جانب أبناء الأبرشيّة في هذه الأوقات العصيبة، "الأزمة التي نمر بها هي في الواقع فرصة للنمو في إيماننا وفي إلتزامنا".
قام الوفد بجولة على المركز الرعوي الأبرشي في مطرانيّة أنطلياس، المدارس التابعة للأبرشيّة، كما زاروا سعادة السفير البابوي جوزيف سبيتيري، سيادة مطران اللاتين سيزار إيسايان، غبطة البطريرك بشارة الراعي.
إضافة إلى زيارة المناطق الفقيرة حيث اضطلع الوفد على الواقع المعيشيّ الذي يعيشه السكان.
كما وعُقِد مؤتمرًا في مار مارون - البوشريّة تناول القضية اللبنانية: تحديّات جيوسياسية وإجتماعيّة"، بمشاركة رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش، ومعالي الوزير روجيه ديب.
إستهلّ اللقاء بكلمة ترحيبيّة مع مسؤول التوأمة المونسينيور إيلي خوري، وترأس الجلسة الأستاذ زياد صايغ، حيث رأى في كلمته الإفتتاحيّة أنّ "دولة لبنان الكبير، التي أعلنت عام 1920 هي نموذج ثقافي لمجتمع منفتح على الوحدة في التنوع السلمي، رغم تعدّد المكوّنات، على دستور سياسي تشاركي يجمع جميع الأطراف، نظام إقتصادي للتجارة الحرّة، مع إحترام الحريات العامة وحقوق الإنسان . مضيفًا أن في الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة "لبنان الكبير"، شهدنا على تعرّض وجوده وهويته وسيادته وأمنه واستقراره الإقتصادي وتماسكه الاجتماعي للخطر".
تناول رئيس جامعة القديس يوسف الأب البروفسور سليم دكاش وضع مؤسسات التعليم العالي وتحديّاتها معتبرًا "أن المؤسسات الكاثوليكيّة تركت بصماتها على فلسفة التربية اللبنانية من خلال القيم المشتركة التي تناقلوها".
أضاف دكاش:" في ظلّ الأزمة الحالية، تسعى المدارس والجامعات إلى البقاء على قيد الحياة وترسيخ رسالتهم التربوية والإنسانيّة، ولكن ليس على حساب جودة التعليم، أو على حساب الأستاذ واحتياجاته الأساسية أو عن طريق تحميل أهالي الطلاب أعباء إضافيّة".
بدوره ناقش الأستاذ روجيه ديب موضوع مقاومة مشروع العصور الوسطى، حيث رأى أن "تمثيل لبنان على مدى 50 عاما يُظهر مجتمعًا في قبضةِ أزمات متراكمة لطبقة سياسية مهترئة، ونظام سياسي مسدود الأفق مرّ عليه الزمن".
أضاف ديب أنّه ومع ذلك ، "كانت السنوات الثلاثين الأولى بعد الاستقلال ناجحة من الناحية الإقتصادية (...) اليوم في اختيارنا لمقاومة مشروع القرون الوسطى، نعتمد على مساعدة أصدقائنا لإنقاذ هويتنا وتعايشنا وإعادة بناء بلدنا على قاعدة الحياد واللامركزية ".
تلا المؤتمر شهادة للممرضة باميلا زينون التي أنقذت حديثي الولادة خلال إنفجار بيروت، وتوجّه الوفد بعدها إلى زيارة المرفأ.
إختتمت الزيارة بجلسة حول طاولة مستديرة، من أجل إيجاد حلول وسبل للخروج من التحديات والمصاعب المطروحة.