حوارٌ بين المخلّع ويسوع

حوارٌ بين المخلّع ويسوع

- يا مخلّصي الوحيد، تخلّعي الجسدي يؤلمني جدًا! أرجوك يا ربّ! إذا كانت مشيئتُكَ، إشفني منه! 

- يا ابني، مشيئتي أكبر بكثير من رغبتكَ! رغبتي الحقيقيّة أن أداوي كلّ أنواع تخلّعاتِكَ. "لَكَ أَقُول: قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، واذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ!" (مر 2: 11).


التخلّع الروحي 

- كم خلّعَتني الخطيئة! لقد جزّأتِ حريّتي وجَعَلَتني أقع في الضّياع: أريد أن أتبعَ الربّ وأخاف في الوقت نفسه من متطلبات هذه الدعوة. لقد جَعَلَتني شيخًا: ظَهرَ إرادَتي يلوي شيئًا فشيئًا حتّى صرتُ أزحف من وَهنِ الخطيئة التي تهزُّني شمالًا ويمينًا. 

- لكَ أقول: "قُم". قِفْ وارفع رأسَكَ فأنت إنسانٌ حرٌّ. لا تدع شيئًا يخيفُكَ ويستعبدُكَ فأنت ابن الله، إبن الملك. لكَ أقول "قُم" من موتِكَ وانطلِقْ لتتميم مشيئة الربّ في حياتِكَ. 


التخلّع النفسي 

- كثيرةٌ هي الأمور، يا رب، في الحياة التي تُعرّضني للتخلّع وتسمّرني على فراشها: المرض، الألم، الإعاقة، نظظرة الناس إليّ، ماضيَّ السيء إلخ. هي كظلّي ترافقني في كلّ لحظاتِ حياتي وتُبعد عنّي الفرح والسلام الداخلي. 

- لكَ أقول: " إِحْمِلْ فِرَاشَكَ". لا تسمحْ لفراشِكَ أن تحمِلُك وتقودُكَ إلى اليأسِ بل أنت احملها واجعلها جسرًا لبلوغِ ملىءِ دعوتِكَ. نعم، إحمِل فراشَكَ فقد يرافقكَ مثلًا فراش الألم، ولكن بنعمتي سيتحوّل من فراشِ الموت إلى فراشِ الحياة والشهادة لقيامتي وعنايتي.


التخلّع الإجتماعي 

- لقد خلَّعتِ الخطيئة العلاقات في عائلتي! لقد خلَّعَت نظرتي للآخر، فلم أعد قادر أن أرى فيه سوى مُنافسي وعدُويّ. لقد حَوَّلَت عائلتي إلى مكانٍ للصراعات والتجاذبات. 

- لكَ أقول: "إذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ!". هناك تبدأ مهمّتك الرسوليّة الأوّلى! عُد إلى "كنيستِكَ البَيتيّة" وارسم على جدران علاقاتها فرح الحبّ ثمّ انطلق لتشدّ أواصِر الوحدةِ في بيتِك الأكبر: الكون بأسرِه. 

- كلامُكَ حياةٌ، سعادةٌ وسلام، كُلّي لكَ، إجعل من حياتي مسيرةَ شفاءٍ لأصِلَ في النهاية إلى مُعاينةِ وجهِكَ يا أيّها الشّافي الوحيد.