"الحواس"

"الحواس"

وقفة مع أنانية الإنسان وغرابته؟!

"الحواس" نعمة خلقها الرب فينا، لكي تتأمل عيوننا الجمال وتكتشف حضور الله فيه، ولكي تستلذ أذاننا بأصوات الموسيقى والألحان الرائعة فنغوص في التأمل سامعين صوت الله، ولكي يسبّح لساننا وينشد روائع ومجد الله ويخبر العالم عن هذا الحب الرائع والمجنون.

لكن للأسف، أنانية الإنسان وحش ضارٍ، أنانية الإنسان جعلت منه عبد مكسور الإرادة، فحوّل الحواس من نعمة إلى نقمة، من طريق لبلوغ الله إلى باب للخطيئة.

فأصبجت أذاننا تستلذّ بالنكات الإباحية والأخبار السيئة عن الآخر، ولساننا أفعة سامة تنشر السيئ والفضائح والأقباح والشتائم وإلخ. 

أما عيوننا أصبحت "منظار شهوة" يرى في "الآخر" سلعة للدعارة والجنس؛ وأصبحت أيضاً "مراقب خبيث وحقير" يقرأ كل شيء بنوايا خبيثة وحقيرة تشبه نوايا قلب الناظر، فيرى أجنحة الملائكة البيضاء سوداء مثل قلبه، وأصبحت أيضاً وأيضاً "بالوعة طمع" تتمنى لو تملك كل ما يملكه الآخر وإلخ.

يا رب، مع مطلع هذه الصباح، أرفع لك قلبي فاملأه من حبّك وحنانك. 

عندئذ "سينضح الإناء بما فيه" فتنتضح حواسي بالحب الذي ملأته منك. آمين.