يا كرسيّ المجد

يا كرسيّ المجد

تبدّلتْ أشكالُكَ وتنوّعت ألوانُكَ والباقي عبر التاريخ واحد: عطش الكثيرين للجلوس عليك!

ما هو سرّكَ يا كرسيّ المجد الأرضي! 

فالراغبون بكَ يحاولون بشتّى الطرق، أكانتْ أخلاقيّة أم غير أخلاقيّة، تسلّق المراتب والمراكز للوصول إليكَ و"استعبادِكَ". 

أرجوكَ أيّها الكرسيّ! أرشدهم إلى ملكِ المجد الذي أخلى ذاته وكرسيّ مجدِهِ في السماء وانحدر إلينا ليخلّصنا  ويرفعنا إلى كراسي مجده في ملكوته. ما أروع انحنائه في العشاء السرّي ليغسل أقدمانا فيعلّمنا ماهية السلطة الحقيقيّة. 

ما هو سرّكَ يا كرسيّ المجد الأرضي! 

فالطامحون إليكَ لا يكتفونَ أبدًا! فإن جلسوا على واحدةٍ منِكَ، أرادوا بعد وقتٍ قليلٍ واحدةً أكبر وأعظم. 

آه أيّها الكرسيّ! إجعلهم يتأمّلون بإلهنا ومخلّصنا الذي لا ينعس ولا ينام ولا يكلّ عن بذل ذاته وتدفّق خيراته ليل نهارَ علينا. 

ما هو سرّكَ يا كرسيّ المجد الأرضي! 

ف"المهووسون" بك و"شحّاذوك" يتسابقون، يتخاصمون ويتقاتلون للوصول إلى الهدف المنشود: التربّع عليك. 

بالله عليكَ! علّمهم أن يتنافسوا في الخدمة والعطاء فيكونوا على مثال الراعي الصالح الذي يقودُ الخراف، يرافقها ويمشي وراءَها لكي تصل جميعها إلى برّ الأمان: مشاهدة وجه الله. 

أيّها الكرسيّ، أُصرخ في آذاننا دائمًا: " باطلُ الأباطيل، كلّ شيءٍ باطِل" (جا 1، 2) فنعيَ أن المجد الذي نطلبُهُ لا تصنعُه كراسي بشريّة بل صلبانٌ خلاصيّة نحملها مع المعلّم: "من أراد أن يتعبني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (مت 16: 24). أمين.