أتحبّني؟

أتحبّني؟

كما ينتمي الطفل إلى حشى أمِّه،

ويُلامسُ جسدَهَ الصغيرُ حضنها،

وينام بأمانٍ مُحاطًا بالطمأنينة،

أهكذا تحبّني؟


كما يَعشق المسمارُ الّلوحة فيحملها،

ويُضرب رأسه مرارًا بمطرقةٍ ظالمة،

ويُضَحّي بعنقِهِ كي يبرز جمالها،

أهكذا تحبّني؟


كما أَحَبّت الشابّة حبيبها

وثابرت من أجل حبّهما،

وشعرت بفرحٍ لا مثيل له يوم وجدته،

أهكذا تحبّني؟


غَلَّفتَ بحبّك الخلق،

وجَسَّدتهُ بصورة إنسان،

وكان للحبِّ ابنك البُرهان،

فما عادَ لسؤالي معنًى،

فحبّكَ أكبر من أيّ حبٍّ بشريٍّ.


أنت تحبّني بعيدًا عن المرئيّات،

وحبّك أكبر من التشبيه والاستعارة،

ورحمتك أوسع من السطور،

ولكن: هل أحبّك أنا؟