7 وصايا للشبيبة

7 وصايا للشبيبة

وجّه البابا فرنسيس خطابًا خلال سهرة صلاة جمعت الأساقفة بالشبيبة نهار السبت 6 تشرين الأوّل 2018 ضمن سلسلة أعمال سينودس الأساقفة من أجل الشبيبة. تضمّن الخطاب نصائح عمليّة عديدة، ولغاية أهميّتها رأيت أنّه من الضروري استخلاص بعض هذه التوجيهات. وفي هذا المقال 7 وصايا موجهّة إلى الشبيبة مستوحاة من هذا اللقاء.   

1 - شقّوا طريقكم الخاص في الحياة
كونوا شبيبةً في مسيرةٍ تنظرون من خلالها إلى الآفاق البعيدة لا إلى المرآة. كونوا سائرين في مسيرةٍ وليس جالسين على مقعدٍ مريح. الشابة أو الشاب الذي يجلس على المقعد المريح ينتهي به الأمر متقاعداً في سِنّ الرابعة والعشرين. فالمرآة، لا توفّر لي الإمكانيّة لأَجِد ذاتي.
أَجِدُ ذاتي عندما أعمل وأجازف، وعندما أذهب باحثاً عن الخير، عن الحقيقة، عن الجمال. هناك فقط أَجِد ذاتي!


2- كونوا منسجمين مع ذواتكم
إذا اخترتَ طريقاً في الحياة، يجب أن تكون منسجماً مع ما تختار. لا تكونُ الكنيسةُ منسجمةً مع ذاتها إذا كانت تتلو على المؤمنين نصّ التطويبات وهي تستسلم لإكليروسيّة متسلّطة، وتزرع الكثير من الشكوك.إذا أردت أن تكون مسيحياً خذ التطويبات ومارسها! وإذا كنت من المكرّسين أو المكرّسات إتبَع طريقَ التطويبات. لا تسلك طريق روح العالم، ولا طريق الإكليروسيّة التي تمثّل أقبح الإنحرافات في تاريخ الكنيسة.
الإنسجام في الحياة شرط أساس لتحقيق الذات! يجب عليكم أنتم الشباب أن تطرحوا على ذواتكم دوماً السؤال: هل أنا منسجم مع ذاتي؟


3- لا تسيئوا فهم  السلطة
قال لنا المسيح أنّ السلطة خدمة: السلطة الحقيقيّة هي أن نخدم! إذا لم تكن السلطة خدمة تصبح أنانيّةً، سحقاً للآخر ولا سيّما للضعيف، منعاً له من أن ينمو؛ تصبح تسلّطاً واستعبادًا للناس، بدلًا من تحويلهم إلى أناسٍ ناضجين. السلطة هي أن نكون خدّاماً لنموّ الآخرين وتطورّهم. هذا هو المبدأ الذي ينطبق على السياسة وعلى الحياة المنسجمة مع خياراتها.


4- تذكّروا دوماً أنّكم لستم سلعةً تُباعُ وتُشترى
لستم سلعةً لتُطرَحوا في المزاد العلني! لا تسمحوا بأن يبيعكم أو يشتريكم أحد! لا تسمحوا بأن تُصبحوا فريسةً للإغراءاتِ الّتي تُجاذب مجتمعنا! لا تسمحوا بأن تُمسوا عبيداً لأنواعِ الإستعماراتِ الأيديولوجيّة التي تزرع في رؤوسنا أفكاراً تؤدّي بِنَا إلى الإستعباد، وإلى أن نكون من الفاشلين في الحياة. يجب أن تردّدوا دوماً لذواتكم: أنا لستُ سلعةً في مزادٍ علنيّ، أنا لست سلعةً تُباع وتُشترى! أنا إنسانٌ حرّ! أنا حرّ! تعشّقوا الحريّة التي يمنحنا إيّاها يسوع المسيح.


5- في استعمال الإنترنات، تذكّروا أنّ لا مستقبلَ من دون مواجهةٍ حقيقيّةٍ للواقع
التواصل بواسطة الإنترنات هو مباشرٌ وفاعلٌ وسريع. ولكن إذا أدمنتم عليه ستصبحون مثل عائلة، عندما تجتمع للطعام، يأتي كل فردٍ من أفرادها مع هاتفه الجوّال، فيتكلّمون مع آخرين خارج العائلة أو يتواصلون فيما بينهم بواسطةِ هواتفهِم الجوّالة، وقدغابت عنهم كلُّ علاقةٍ حقيقيّة. في أيّ طريقٍ تختارونَهُ، ولكي تكسبوا ثقة الآخرين، يجب أن تكونوا واقعيّين وحقيقيّين. الواقعيّة والحقيقيّة هما الطريق للتقدّم! فإذا كانت وسائل التواصل، أو إذا كان استعمالك للإنترنت، يُخرِجُكَ ممَّا هو واقعيّ وحقيقيّ، إقطعه! لا مستقبل لك من دونِ ما هو واقعي وحقيقي، إنّها قاعدة من قواعد الطريق نحو النجاح.


6- كونوا حقيقيّين في استقبال الآخر
كيف ننتصر على الذهنيّة التي تزداد انتشاراً، والتي ترى في الغريب والمختلف والمهاجر خطراً وشرّاً وعدوّاً يجب طرده؟ أساس هذا الحس نجده في ذهنيّة استغلال الآخرين واستعباد الضعفاء. وتزداد هذه الذهنيّة انتشاراً مع انتشارِ الشَّعبَويِّة التي تُقفِل الأذهان على الخوف: نحن ننغلِق على ذواتنا ونريد أن نبقى لوحدنا! عندما ننغلق على ذواتنا لا نستطيع أن نتقدّم. فبالحبّ وحده ننتصر على هذه الذهنيّة، تلك الكلمة التي تفتح جميع الأبواب.


7- كونوا واقعيّين وحقيقيّين في مسيرة الحياة
كي تكون طريقكم في الحياة مثمرةً تحدّثوا مع كبار السن، مع الجَدّ والجَدّة، إنّهم الجذور لما تملكون من واقعِ حياةٍ ومجتمعٍ، إنّهم جذور نموّكم، إنّهم جذور إشراقكم وما تعطوه من ثمار. تذكّروا أنّ الشجرةَ من دونِ جذورٍ لن تحمل ثماراً. أزهار الشجرة كلُّها تتغذّى ممّا هو مدفونٌ في التراب.

تمسّكوا بالجذور، من دون أن تبقوا فيها. إستثمروا الجذور لتعطوا ثماراً فتصبحون بدوركم جذوراً للآخرين. تحدّثوا إلى الجَدّ والجَدّة، وإلى كبار السن، وهذا سيعطيكم سعادةً.