شهيق وزفير

شهيق وزفير

إنّنا مجيء الحياة إلى ذاتها

هنا تُعطى وتعطي وتستقبل 

هنا نُعطى لذواتنا وتُعطى الحياة لنا

إنّنا مجيء الحياة إلى ذاتها

ونحن مغتربين في إلفتها 

نمضي قرب ذواتنا والآخر والحياة

ولاعلم لنا بمرورنا

تضحي الحياة أقرب لذاتنا منّا 

ولطالما كانت كذلك.

إذ إنّها شهيق وزفير 

أمّا نحن فزفير وزفير 

إلى أن نلفظ أنفاسنا ونفوسنا.

وحتّى عندها، لا تكفّ عن المجيء لذاتها

لأنّ لا مكان خارج الحياة، حتى الموت.

تذهب الحياة إلى الجمجمة، إلى الموت 

إلى ما يبدو غربة وهو غربة. 

كيف لها أن تعرف ذاتها في ما لا يشبه ذاتها ؟ 

ولكّنها لا تنفك تأتي 

بجنون الحبّ تأتي

تُعطى و تعطي وتستقبل

تُعطى للموت كي تعطي الحياة أي ذاتها 

وتستقبل الغربة لتتحول ألفة. 

ففي غربة الصليب أتى من ” به كان كلّ شيء”

يحاكي غربتي،

حيث لا أشبه ذاتي ولا أقدر أو أقبل أن أتعرّف عليها

هناك يُعطى ويعطي ويستقبل 

كيما يقول لي 

“أنت مجيء الحياة إلى ذاتها 

وأنت للحياة بحبّي تنتمي.”

فيا من بحبّه انتمى إليّ

كيما انتمي، بحبّه، إلى ذاتي وإليه 

أعطني أن أناديك لأسبحك 

أناديك بحسب معرفتي لك 

وأعرفك في معرفتك لي

معرفتك التي هي انحناء

كيما تعاين وجهي ويتسنى لي معاينة وجهك 

أنت أيّها الآتي أبدا من لدن الكائن أبدا في الحاضر أبدا 

وهناك في مجيئك لذاتك فيّ

أنطق ببساطتي، وأسبحك بما أنت عليه قائلًا: 

“يسوع”

مجد الله في الإنسان 

مجد الإنسان في الله 

و مجد لقاء الحياة بذاتها 

في فرح الحب اللاّ مشروط

لك المجد من الأزل وإلى الأبد.